حليم سلمان/
فازت العراقية تالا الخليل بلقب (صانعة الأمل) الأولى في العالم العربي، وحصدت الجائزة التي تمنحها مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”.
القصة الملهمة، ان المواطنة العراقية تالا الخليل، وهي صيدلانية من مدينة البصرة جنوبي العراق، أسست مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من (أصحاب الهمم)، لتبدأ رحلتها مع عالم (صناعة الأمل) بـ “كرفان” في مستشفى الأطفال التخصصي في البصرة لإستقبال مرضى السرطان من الأطفال، لتحقيق هدف “غرس الأمل” وتجاوز الكثير من التحديات التي أبرزها عدم قدرة الأطفال على إكمال الدراسة، أو الإندماج في المجتمع، أو حتى إيجاد “مساحة أمل لحياتهم”، لأسباب يتضح فيها الألم، “محاطون فقط بالمرض والدواء”، ومن هنا انطلقت الخليل بفكرة تأسيس مشروع الأكاديمية.
لم تكتفِ (صانعة الأمل) تالا الخليل بـ (الگرفان)، بل سعت حتى أقنعت ادارة البنك المركزي العراقي بمشروعها الإنساني، وحصلت على الدعم لتوفير مبنى مؤثث، لتنطلق الأكاديمية في البداية بـ (100 محارب) من المرضى وأصحاب الهمم، وتمضي بتنفيذ الغاية الرئيسة للأكاديمية باعداد أصحاب الهمم لمواجهة تحديات الحياة، وغرس الثقة في النفس، ليكتمل النجاح والإصرار والوفاء في تغيير حياة أكثر من 500 طفل.
ما يميز تالا الخليل، انها وضعت لنفسها دفاعات لمواجهة الإحباط بالأمل، وتخطي العقبات وفتح المغاليق، وزرع وتثبيت هذه الثقافة الانسانية لممارسة مهنة (صناعة الأمل)، حتى وصل الأمر للجمهور للمشاركة بمنحها لقب (أم المحاربين)، وهي تستحق هذا التميز.
تذكر الخليل من القصص المؤثرة، “إنقاذها طفلاً مريضاً ومنعه من الانتحار لخمس مرات”، وتقول “إن الطفل ذاته أصبح الآن مديراً في أحد المصانع ويشرف من خلال عمله على أكثر من 30 موظفاً، ولديه 3 براءات اختراع”.
ان العاملين في المجال الإنساني ليست لهم غاية، سوى إنقاذ الأرواح وحمايتها وصناعة الأمل، لذلك هي دعوة للحكومة الرشيدة في العراق لان تساهم وتشارك في توفير الدعم (المادي والمعنوي) للمساعدة في نشر الأمل ومحاربة (اليأس والإحباط والتشاؤم)، وتعزيز قيم التفاؤل، وإتاحة الفسحة لسُعاة الخير في ترجمة طموحاتهم وتطلعاتهم عبر تبني مبادراتهم ودعم مشاريعهم، ومنهم مشروع تالا الخليل والمشاريع الانسانية الأخرى وما اكثرها في بلادنا!.