نرمين المفتي /
حققت الشركات المنتجة للألعاب الالكترونية ١٧٥ مليار دولار في السنة الماضية، بنمو قدره ١٩٪ عن السنة التي قبلها بسبب جائحة كورونا وحظر التجوال الذي فرضته غالبية دول العالم ولأسابيع طويلة..
أصبحت هذه الألعاب مورداً اقتصادياً مهماً، وللمثال وليس الحصر، فإنَّ لعبة (البوكيمون) التي أطلقت في منتصف سنة ٢٠١٨ حققت في شهر واحد ٧ مليارات دولار، بالرغم من خطورتها ومنعها في العديد من الدول.. وكسب عدد من المراهقين حول العالم ملايين الدولارات من المشاركة في منافسات الألعاب الالكترونية وهم جالسون في بيوتهم.. وتشير الدراسات الاقتصادية إلى مشاركة ٢٠٧ ملايين لاعب حول العالم، بينهم ٣٧٧ الفاً من الشرق الأوسط وافريقيا في المنافسات الاونلاين اثناء حظر التجوال التام وكما أسلفنا في غالبية دول العالم، بينها ألعاب لا بدَّ من شرائها بوضع رصيد في الأجهزة الذكية مثل الايفون والايباد وغيرهما، وهناك ألعاب تكلّف دولاراً واحداً لكل مرحلة، أي إنَّها ليست مكلفة للفرد ولكن لو نظرنا إلى عدد اللاعبين سنكشف الأرباح الهائلة للشركات المصنّعة، أما الألعاب المجانية فإنَّ أرباحها تأتي من الإعلانات التي تنشر بين مرحلة وأخرى ولا يستطيع أي لاعب التخلص منها، وقطعا تدفع هذه الشركات الرابحة الضرائب للدولة، أي إنّها وكما قلنا أثبتت نفسها مورداً مالياً قومياً مهماً.
وإن كانت الصين والولايات المتحدة تقفان في مقدمة هذه الصناعة، فإنَّ دولاً أوروبية والهند واليابان بدأت تلتفت اليها بتشجيع الحكومات لشركات البرامج وستدخل سوق المنافسة قريباً، وعربياً دخلت السعودية والامارات هذا المجال أيضاً، ولا ننسَ الإشارة إلى أنَّ المورد الرئيس للكيان الصهيونى يأتي من بيع البرامج الالكترونية.
صناعة البرامج والألعاب من الصناعات النظيفة؛ لا تلوث البيئة ولا يتطلب من العاملين فيها ارتداء ملابس العمل للمحافظة على نظافة ما يرتدونه، يعني بلهجتنا (صناعة كلش نازكة).. أين نحن من هذه الصناعة؟ تذكّروا ماذا فعلت بعض الإدارات التربوية وبعض أولياء الأمور قبل سنتين حين حُدثت مناهج الرياضيات التي هي أساس الصناعات الالكترونية! حينها كتبت أنَّ أساس النجاح في درس الرياضيات للمرحلة النهائية في المدارس الابتدائية ليس في الدول الغربية فقط بل في عدد من الدول العربية أيضاً هو صنع برنامج (سوفت وير) بسيط. ولا أدري إن كانت لدينا إحصائية بعدد العراقيين الذين يشترون الألعاب الالكترونية ولا دراسة بالمبالغ التي دفعوها؟
لا أريد أن أحبط القارئ بأنَّنا في نهاية ركب الألعاب، لأنَّ العراق دخل لعبة الفساد وما يزال لاعبوها (مشكورين) يحافظون على (مرتبة العراق) عالميا، فإن لم يكن الأول، فهو دائما بين الدول الخمس الأولى في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم..
وعودة إلى الألعاب الالكترونية وأشير إلى أبسطها وأقدمها وهي (candy crush) أي (تحطيم الحلوى) وبدأت مجانية وما تزال وهي حسب إعلانات هذه الألعاب (تجعلك تدمنها) وكي تستمر في المنافسة فإنَّ مصنعيها يحدّثونها وأصبحت لها عشرات النسخ وبمراحل لا عدد نهائياً لها.. وهنا أيضاً، لدينا من يمتلك كفاءات وخبرات نادرة في تحطيم حلوى الشعب؛
أمنياتهم وأحلامهم البسيطة بكهرباء مستمرة في الصيف.