شيماء المياحي/
بينما أتجول في كتاب زوكربيرغ الكبير من صفحة لصفحة، واذا بشعور الغثيان يداهمني فجأة بسبب مقطع فيديوي وقعت عيناي عليه، برغم أنها ليست المرة الأولى. إليكم بعض من محتواه: (تشوفها حطت المكياج وداحت، الفيسيات خوفك منهن وبنات الإنترنت، وأمهات اليوتيوب… لبسن، كعدن ، كامن، أكلن) والآخر يحث المرأة على الزواج بأي كان قائلاً «لا تتشرطي، اتزوجي وانخمدي»… إلى آخره من النعوت السيئة واللغة المنحدرة التي جلس أحد (صغار الدين) يطلقها علناً، مع جل احترامنا لرجال الدين وخطب الدين المتزنة الرصينة التي كان يلقيها العلّامة الوائلي والسيد كمال الحيدري وغيرهما، حيث يمتزج حديث الدين بالبعد الأخلاقي والعلمي، وتراهم للتأثير أقوى ولعقول وقلوب المتلقي أنفذ. أما اليوم فصارت بعض العمائم الصغيرة تتلذذ بسب النساء أمام مرأى ومسمع الإعلام والحضور، أعتقد أن في الموضوع مساعيَ للنجومية، نعم لا تستغربوا، فبعضهم مثلاً يشيع خبراً كاذباً عن موته لحصد النجومية، وتلك الأخرى تتحدث غير آبهة عن تعرضها للاغتصاب من أجل النجومية، وذلك الإعلامي يسب ويقذف لحصد النجومية والحضور، لذا ومن هذا المنطلق أفسر سبب ظهور هذا النوع من الخطب للاستمتاع بالنجومية.
من جانب آخر التناقض الحاد الذي يعيشون فيه، فهم يلعنون الفيس وينشرون أخبارهم ويروجون لأنفسهم من خلاله، يلعنون النقال في حين يحملون أرقى ماركاته ويكاد سواد أعينهم أن يقطر ذائباً لشدة البحلقة بشاشته.
أولاً: عليكم أن تدركوا جيداً أن لا عودة لزمن التجهيل والظلام وعصر الإماء، وعليكم الإيمان بتسارع التطور التكنلوجي وتبدلات العصر، وبدل لعن التكنولوجيا أرشدوا المجتمع لحسن توظيفها بلغة راقية تعبر عن الإسلام الحقيقي. يقول تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
ثانياً: لا أعتقد أن من السهل على من تربى على الالتزام والأخلاق أن يبيعها هكذا بيسر من خلال التواصل الاجتماعي.
ثالثاً: لماذا استثنيتم الرجال من خطبكم الفجة المنقوصة؟ وهل الدين يحاسب النساء فقط!!؟
الاتجار بالمرأة أو الاستهانه بكرامتها لترويج بضائعكم الفاسدة الكاسدة أمر مرفوض وليس من الدين بشيء، ولا نسمح لكم باستغلال قدسية الدين وخطوطه الحمر لتدوسوا أخلاقيات المجتمع، جدوا طريقاً أكثر رقياً لتوجيه النصح والا فسكوتكم أفضل. وإذا كان داعش قد ذبح الدين بحزّ الرقاب تحت صرخة الله اكبر فأنتم ذبحتموه بجهلكم ولا أخلاقية طروحاتكم..