#خليك_بالبيت
نرمين المفتي /
اليوم ٢٤ آب ٢٠٢٠ وأنا أكتب مقالي، ما يزال شارع منطقتنا السكنية الرئيس الذي يربطنا ببغداد مغلقا منذ ٩ آب بعد الظهر، لا أدري مع صدور العدد الجديد هل سيبقى كما هو أم سيعود كما كان قبل أن تتكاثر التظاهرات.. ومن لديه أشغال عامة أو خاصة، عليه أن يمر من نفق الزيتون ليجد نفسه وسط زحام ويأخذ منه الطريق وقتاً طويلاً ومتعباً، فضلا عن أن في هذه المنطقة دوائر حيوية عدة، أصبح مراجعوها مرغمين على أن يأتوها سيرا على الأقدام.. لو كان المناخ مساعدا، لعددنا الذهاب إلى أشغالنا والعودة إلى البيت سيراً رياضة تساعدنا على تقوية المناعة في مواجهة كورونا، لكن الشمس لا ترحم لا سيما أن الشمس تشرق في العراق طوال أشهر الصيف بنحو عمودي مباشر..
أُغلق في البداية الشارع الذي تطل عليه وزارة الخارجية عندما بدأ المتظاهرون (جماعة المتقدمين للتعيين في وزارة الدفاع) اعتصامهم قريبا منه قبل أكثر من شهر، وعودة (جماعة العلوم السياسية) إلى التظاهر مطالبين بالتعيين في وزارة الخارجية، ولم أعرف من قال لهم إن دراستهم تؤهلهم للعمل فورا كديبلوماسيين (لست بصدد الدفاع عن المحاصصة وما ارتكبته في مؤسسات الدولة ولست مع الترهل الوظيفي فيها أيضاً)، علما أن العمل الديبلوماسي يحتاج إلى شهادات في لغات غير العربية والإدارة والعلاقات، وافترض جدلا أنّها تحتاج إلى العلوم السياسية، هل من المعقول أن تقوم بتعيين عشرات الالوف من خريجي كليات العلوم السياسية الرسمية الصباحية والمسائية والخاصة؟ لا أريد أن اتشعب بالمقال واتطرق إلى عدم وجود تخطيط بما يحتاجه العراق، في مؤسساته العامة والخاصة من شهادات، لذا أعود إلى التظاهرات التي أرغمتنا على أن نكون سابلة غير مبالين بأعمارنا وأحوالنا الصحية، نحن سكان المنطقة ومراجعي الدوائر، في يوم ٩ آب تظاهر (جماعة المفسوخة عقودهم) أو الذين فسخت عقودهم وزارة الدفاع، ومع صدور قرار عودة المفسوخة عقودهم، لم تظهر أسماء هؤلاء، وبعدهم بأيام تظاهرة (جماعة المتقدمين لوظائف مدنية في الدفاع) ثم (جماعة المفسوخة عقودهم في الحشد) و(جماعة التراكمي الذين يرفضون إجراء الامتحانات النهائية للدراسة الإعدادية) واليوم وأمس (جماعة المحاضرين المجانيين ٢٠٢٠)، وهناك (جماعات طبية وهندسية وغيرهما) في منطقة العلاوي، وصادفتني تظاهرة لجماعة أطلقت على نفسها (شريحة الفن والثقافة) عند ساحة الفردوس ضد قرارات خلية أزمة كورونا التي قطعت أرزاقهم! وهناك تظاهرات مطلبية في مناطق أخرى تسبّبت في أن تخرج التظاهرة عن معناها الدستوري.
أعود إلى منطقتنا المغلقة تقريبا وبما أن الجهات المختصة لا تحاول أن تجد حلا أو بعضه للمتظاهرين، مثلا بمصارحة (جماعة المفسوخة عقودهم) عن أسباب عدم عودتهم، و(جماعة الذين يبحثون عن تعيين) بأن تعدهم قولاً وفعلاً بالعمل على إعادة الحياة إلى القطاع الصناعي المساهم، والحل الأمثل الذي توصلت اليه هو قطع الشوارع، اقترحت أن نتظاهر، نحن سكان المنطقة ومراجعي الدوائر) ضد التظاهرات العديدة، كما أسلفت، عن معنى التظاهرة وأهدافها، لكن مع الأسف لم أجد تجاوبا؛ مخافة أن يتم غلق نفق الزيتون، طريق المنطقة الوحيد الذي يربطنا بمناطق بغداد.. وأسأله سبحانه أن لا يحير عبده.