د. علي الشلاه/
لعل الموقف من داعش سياسياً لدى عدد من الدول العربية والأقليمية والدولية قد تحول تحولات عديدة منذ بروزها كنسخة أكثر اجراماً ووحشية من القاعدة حتى اليوم، واذا مااستعرضنا هذه التحولات تكشفت لنا حقيقة صادمة مفادها أن هناك دولاً عدة قد وظفت داعش للنيل من خصومها، وان كان هذا التوظيف متعدداً ومختلفاً ابتداءً بالتوظيف العسكري لاسقاط أنظمة الحكم وصولاً إلى التوظيف السياسي والإعلامي للنيل من الخصوم، كما أن هذا التوظيف قد تناسب في كثير من الأحيان مع سطوع داعش وأفولها، وليس بمستغرب اذا علمنا أن دولاًأوروبية ديمقراطية محترمة أرادت التعامل مع داعش كدولةأمر واقع في بعض المراحل، ومثلما كان وجود داعش موظفاً فأن انهيارها موظف أيضاً خصوصاً عبر محاولة بعض دول المنطقة المفضوحة في التحول من دعم داعش إلى عداوتها أو لكسب ثمار النصر على داعش لم تشترك في ايجاده هي.
ان ماقام به العراقيون قد قصم ظهر داعش، وأن الدول التي ساعدت في ذلك في سوريا أيضاً معروفة ومحددة ولا يمكن الزعم أنها كانت ممن وظف داعش لمصالحها، وأن العراق يستطيع برأس مرفوع أن يحدد للعالم من كان مع.. ومن كان ضد.. ومن كان بين بين.
وغبية تلك الهرولة المتأخرة للتبرأ من داعش والانضمام إلى صف المنتصرين خصوصاً أن التوجهات الفكرية والايديولوجية قد فرزت الخنادق وحددتها، وذلك أمر لا يخفى على صناع السياسة الحاذقين، ومن العبث اخافة العراقيين من قاعدة عائدة أو داعش باسم آخر فقد انتهت اللعبة وكشفت، وانتصر خيار الوطن على الخيارات الأخرى ومن يتوهم غير ذلك فأنه سيورط نفسه في اتون كارثة قد تجلب له محاكمة دولية اذا كان مسؤولاً في دولة ما من دول المنطقة.
داعش انتهت وذيولها ستورط الكثيرين ممن آزروها، ولعل الدواعش العائدين سيكونون شغل دولهم الشاغل لسنوات قادمة.