جمعة اللامي /
“حين أرسم زهرة، أصبح أنا زهرة”
(فان كوخ)
رئيسة وزراء نيوزلاند، جاسيندا، وأقول جاسيندا فقط، فهي متميزة ومُمَيزة بهذا الاسم فقط أيضاً، أعادت إليَّ شخصياً، اسماً نيوزلاندياً متميزاً ومميزاً، لإنسانة لا يمكن نسيانها.. أنا أكتب في شأن الكاتبة كاثرين مانسفيلد.
تعرفت على كاثرين مانسفيلد قبل ان أقرأ أعمق ما قرأته بصددها في كتاب “الصوت المنفرد” للكاتب الإيرلندي فرانك أوكونور، في طبعته الأولى، حيث حذفت الرقابة المصرية فصلاً راقياً منه هو “رومانتيكية العنف” الذي اختص بالأديب الروسي المنشق “اسحق بابل” الذي أعاد إليًّ ذكريات خاصة عن شبابي في سجون العراق.
حسناً، سأعود إلى اسحق بابل ذات يوم.
كنت قرأت لكاثرين مانسفيلد، في مطلع سنة 1960، قصة قصيرة أخذت بلبّي واستولت على كياني وجعلتني أقول لنفسي: “هكذا، وإلا فلا”. إنها قصة في الحب، او قصة الحب للحب في ذاته، تدور ما بين صالة منزل وحديقته، حيث النور والضوء، والبشر الذين يبحثون عن الحب. ثم أخذت أجري وراء كل ما يُكتب بصدد حياتها الخاصة، او في شأن قصصها، وأمور أخرى تتعلق بعائلتها، حيث مَحتِدها الإرستقراطي، وهجرة والدها إلى ويلنغتون في نيوزيلاند، وبعد ذلك عودتها هي إلى المملكة المتحدة طلباً للدراسة، ومزاملتها للكاتب البريطاني د.هـ.لورنس، صاحب رواية “أبناء وعشاق”.
يكتب أوكونور في السطر الأول من بحثه القيم حول كاثرين مانسفيلد (إنسانة وكاتبة) ما يلي: “كاثرين مانسفيلد بالنسبة لي، شيء غير عادي في تاريخ القصة القصيرة.” وهذه شهادة “غير عادية ” من كاتب “غير عادي” أيضاً.
وأتوقف عند هذا الحد في شأن هذه الكاتبة المبدعة، لأتيح المجال لكل هؤلاء الذين أعجبوا برئيسة الوزراء جاسيندا، كي يتحولوا إلى “الصفحة المشرقة الاخرى في نيوزيلاند” وأعني كاثرين مانسفيلد، لأنها واجهة من واجهات الحياة الإنسانية طراً، لماذا تتجسد الحياة الإنسانية في إنسان واحد، في لحظة بعينها، كما حدث ذلك مع هذه السيدة البسيطة العظيمة : جاسيندا… ؟!
هي وصلت إلى درجة التطابق التام بين ظاهرها وباطنها، أقوالها وأفعالها.
وهذا هو سر إنسانية أي إنسان سويّ .