حاسة الرقص

كاظم حسوني/

في مجموعته القصصية الأولى (حاسة الرقص) يكتب القاص عزيز الشعباني بحواس متقدة ، و بمقدار ما يملك من سحر الموهبة اذ يلمس القارىء في قصصه أهمية الصيغة الشعرية في السرد التي غالبا ما تفتت النص السردي وتفسد عفوية الحكي ، إلا أنني وجدت جملته الشعرية تكثف مروياته ، وكأنه لا تعويض عنه في اية صيغة لفظية أخرى ، في اطار تميز التجربة وتعبير المرء عن ذاته بواسطة السرد ، برغم أن الشعر كفن له عالمه الخاص ، لكن سرديات القاص عزيز طوعت الشعر بشكل خلاق عبر صور تتوالد وتنشطر وتتشظى ، بجمالياتها وصورها ، ومن احتراق الكلمات التي تتفجر في ذهن المتلقي صوراً وافكاراً وعواطف ، اذ تشعرك ان ثمة نيرانا قد لا نعي وجودها ، لكنها مندلعة ، لان القاص الشعباني يكتب بتوق لا تستنفذه الكلمات لما يختزنه من قلق يعمقه عقله وخياله .. تأتيه الكتابة لضرورة وجودية وكنوع من الحل لتفريغ الوجع ، سردياته هي صور عن الحب والموت وعن حياتنا اليومية التي تغطيها النيران وصواعق الموت والفواجع والأسى ، لا شك ان قصصه كتبت في ظل ظروفنا الصعبة التي نعيشها الا ان مروياته تتواتر كالانغام بهذا المزج المتواصل بين الحب وعوالم الموت والغضب ، ولولا خوف الاطالة لعددت قصصه واحدة واحدة ، لغة القاص عزيز دافقة بعذوبتها واشتعالها كلغة كل عاشق او متمرد .. قصصه الفاجعة بأنسانيها ، الفاجعة بعشقها وامتلائها الحي ، ووهجها ،، وهذا مزيجك وحدك صديقي القاص المبدع عزيز الشعباني .
ش