نجوى عبد الله /
لا تخلو أية مدينة من مدن العراق المعروفة من قصة حب جمعت بين أولاد الحي والجيران، ولكن نادرا ما يستمر الحب الطفولي البريء ليكمل مشواره في المستقبل، بل يصبح ذكرى جميلة من أيام الطفولة، لكن للقدر تخطيطا آخر يعطي درسا للآخرين فيأخذونه عبرة لهم..
في إحدى زياراته الطارئة الى دبي وبالصدفة التقى بحبيبة الطفولة والبراءة.. هنا بدأت مسرحية الحياة بازاحة الستار عن الفصل الأول للحكاية، كانت هي أرملة شابة وحسناء وثرية.. وهو أيضا مازال وسيما ومرحا وشغوفا بالحياة والحب ومنفصلا عن أولاده وزوجته وبرغم هجرته الطويلة إلى أمريكا لكنه لم ينسها أبدا كذلك هي.
تملكته السعادة وهو يحقق نبوءته الطفولية بأنه سوف يتزوجها يوما ما، بالفعل تحققت النبوءة ليكتمل الفصل الثاني من المسرحية..
الزواج بيت وأسرة وخصوصية، والعروسة الأرملة الشابة لم تتخلَّ عن أولادها إطلاقا، من أجل حياتها الجديدة.
على الرغم من محاولته الجادة في الاستقرار معها في بيت مستقل بعيد عن أولادها ليستمتع مع زوجته وحلمه. حاول كثيرا إقناعها بأن أبناءها ما عادوا بحاجة لها فلهم حياتهم الخاصة أيضا، لكنها لم تقتنع بكلامه ولا طابت لها الحياة في أمريكا.. قررا الانفصال عن بعضهما البعض لتبقى هي في الشرق، ويبقى هو في الغرب وحيدا متوعدا اياها بأنه سيتزوج من امرأة أصغر وأجمل منها كردة فعل على غرورها وتمسكها برأيها دون إعتبار لمشاعره كزوج وحبيب كريما عاطفيا وماديا.
في بارك ملينيوم أكبر بارك سياحي وثقافي في العالم في مركز مدينة شيكاغو الشهيرة جمعتهما لحظات حب رائعة حيث أضافت لجمال البارك الجمال العراقي الأسطوري. ولم تستمر السعادة معهما. ظل يبحث عن الأنثى التي تعوضه، لكن الحظ لم يحالفه في العثور على مبتغاه فاضطر للعودة نادما اليها.
كان وصوله الى دارها في دبي قد جاء متأخرا جدا فمحاولاته لاظهار الندم أو الاعتذار عن عدم التمسك برغبتها والاعتذار عن اهماله لرسائلها وتخطيطه لارضائها وكسب ودها مجددا قد باءت بالفشل كلها عندما علم أنها رحلت دون أن تودع أحدا ملبية مشيئة الموت دون ان تبلغه بحقيقة مرضها حرصا منها على مشاعره وهو في الغربة وحيدا.
وهكذا تنتهي فصول حكاية عراقية واقعية مؤلمة تاركة روح وصدى ضحكات سيدة عراقية طيبة حسناء في بارك ملينيوم في شيكاغو لنا وللآخرين درسا بأن الاهمال مشروع أناني باطل سرعان ما سيعود عليك بالندم والحسرات.