#خليك_بالبيت
جمعة اللامي /
“ما عسى أن أقول في الإنسان، إذا جاع تضرّع، وإذا شبع طغى”
( الإمام علي )
بعدما انتهيت من قراءة خبر بصدد العثور على تمثالين لملوك ” قوم عاد” في جريدة عتيقة، رجعت إلى أرشيفي الشخصي، وتطلّعت في صورة هيكل عظمي، بعث به إليَّ أحد القُراء الكرام، يقال إنّه يعود إلى بشر من “قوم عاد”، عثر عليه آثاريون في الربع الخالي داخل أحد القبور، وسرعان ما أسرع أهل الخير إلى تذكير الناس بالقبور التي تتوسّع وتتّسع بالعمل الصالح، ونسي هؤلاء – والأعمال بالنيات – دعوة الأجيال الحالية للتصدي لأعمال التنقيب في ديارنا بواسطة خبرائنا، بدلاً من تركها للرحالة والمنقّبين الأجانب.
وقد سبق للرحالة “نيكولاس كلاب” الإعلان في سنة 1990، أنّه اكتشف مدينة أسطورية سمّاها: “عُبار” بين السعودية وسلطنة عمان، فقال الناس إنّها مدينة “إرم ذات العماد” التي قطنها القوم الذين طغوا في البلاد، فأرسل الله تعالى إليهم “هوداً” من أجل هدايتهم.
وفي تلك السنة امتلأت الصحف والمجلات بخبر المنقّب “كلاب” الذي حصل على خرائط جوية من “وكالة ناسا” الاميركية لجزيرة العرب، تظهر بقايا “مدن الرمل العربية ” ومنها مدينة ” عُبار ” ذات الأعمدة الضخمة. ونقل إليّ صديق يمني معنيّ بالآثار في بلاده أنّه عثر في وادي “دُوعن” شرقي حضرموت، في أحد الجبال، على تمثالين لملك وملكة، يعودان لقوم “عاد” الذين سكنوا منطقة “الأحقاف” الواقعة في محافظة حضر موت والأحقاف هي الرمال.
وينبري عدد كبير من الآثاريين الأجانب للتنقيب عن أوابد عربية وإسلامية قديمة، وغالباً ما تقف مؤسّسات علمية “غير عربية” خلف تلك الجهود “غير العربية”، وغالباً ما يتعرّض أولئك الآثاريون والمنقّبون إلى أعمال خطف أو سرقة في “أرض العرب”، تماماً كما تتعرّض آثارنا إلى عمليات لصوصية منظمة ومبرمجة، في الماضي كما في الحاضر. ولا أمل في إيقاف هذه العلميات اللا أخلاقية في أمد منظور. ولا أمَدَ منظوراً، أيضاً، في قيام المؤسّسات الحكومية العربية، بوضع “خريطة طريق ثقافية” لحماية تراثنا الثقافي، بينما نجد عواصمنا تسابق الريح، وتُباري الرمل، للحاق بخريطة “صفقة العصر” التي لا تقود إلى أي طريق.
النسخة الألكترونية من العدد 363
“أون لآين -6-”