جاسم الحلفي/
يواجه العراقيون خطرين ماحقين، خطر الإرهاب متمثلا بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وخطر الفساد، ويبدو ان خطر الفساد لا يقل فتكا بالعراقيين من الإرهاب. لذا يتطلب من الحكومة ترتيب أولوياتها على وفق ذلك. فالمواطن لا يستطيع تحمل وزر ومخاطر الأوضاع أكثر. كما ان الدولة برمتها تقف على حافة خطرة، ما يتطلب إجراء إصلاحات سريعة واستثنائية، في نفس الوقت لا يجب ان يحدث أي خلل في جبهة المواجهة مع داعش.
وما يسر القلب انه، في الوقت الذي خرجت به تظاهرات تطالب بالخدمات ومحاسبة المفسدين والمقصرين، تحققت انتصارات عسكرية على داعش. وهي مفارقة ملفتة حينما يتزامن تحرير الأرض من براثن داعش من قبل الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، مع خروج تظاهرات مطلبية يوميا في مدن العراق. إذن هي معركة واحدة يخوضها العراقيون ضد الإرهاب من جهة وضد الفساد من جهة أخرى.
وأتت هذه الثنائية للخروج من منهج الانظمة العربية المعروف، التي طالما قمعت شعوبها وأرهبتها عبر مختلف الوسائل والأساليب، واستغلت «العدو الخارجي» الذي يهدد الأمن الداخلي ذريعة لتبرير تكميم الأفواه وهكذا
جعلت مايسمى دول المواجهة من «العدو الصهيوني» شماعة تعلق عليها تدابير القمع.
لذا من الأهمية بمكان توفير أجواء طبيعية للجماهير لكي تعبر عن مطالبها، وحماية المتظاهرين، وهذا ما جرى في تظاهرات ساحة التحرير، حيث تحولت التظاهرة الى مهرجان فرح وأمل بقدرة شبابنا على صناعة مستقبل آمن ومستقر، وبينت ان شعبنا حيوي ومعطاء.