درس أسباني!!

احمد رحيم نعمة/

الليغا مع ضحايا العراق.. جملة كتبت في أحد أهم مباريات الدوري الأسباني.. جملة جعلتنا نستذكر المبادئ الانسانية فالوقفة التأريخية لأبناء الليغا الأسبانية مع شهداء أبناء العراق انها بحق وقفة اعطت درسا مجانيا في الأخلاق والانسانية، برغم بعد بلاد الأسبان عن العراق، إلا أنهم اثبتوا معرفتهم بالإسلام الحقيقي، فقد وقف لاعبو ريال مدريد ومنافسهم فريق ديبورتيفو لاكرونيا دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء العراق الذين استهدفهم الإرهاب الأعمى، هذا الدرس المجاني قدمه لاعبون من مختلف جنسيات العالم شاركوا مع فرقهم في أفضل دوري كروي في العالم، هذه الوقفة التي تابعها ملايين، بل مليارات البشر وهم يشاهدون التعاطف العالمي مع أبناء العراق وهم يذبحون كل يوم على أيدي الإرهاب.
ا

لموقف التضامني المعبر من قبل الاتحاد الأسباني جاء ليؤكد أن الرياضة هي المحطة التنافسية التي ترتقي عندها الأخلاق وكل المعاني الانسانية، وقفة سيخلدها التأريخ عبر أجيال وأجيال، هكذا هم الأجانب البعيدون عن أسوار العراق يقدمون التعازي ويقفون صمتا حدادا على أرواح شهدائنا، بينما مدعو الإسلام صامتون على مجازر يقترفها يوميا الارهاب المتستر بالدين!!

كم كنا نتمنى أن يكون للعرب (المسلمين) في الخليج وافريقيا موقفا مماثلا.. لكنهم لم يجرأوا على فعل ذلك لأنهم هم من تسببوا في جراحاتنا ..

كم كنا نتمنى من فرقنا السياسية المتنافسة في ساحة الدوري العراقي أن تعلن تضامنها الحقيقي بوقفة معبرة تعيد الاعتبار للأيتام والأرامل والثكالى ..وتتحمل مسؤوليتها التأريخية أمام كل ماحصل ويحصل للمواطن العراقي ..
فالموقف الاسباني يباركه القلب والضمير، بلد أجنبي وأوروبي يقف وقفة إجلال لضحايا الاٍرهاب في العراق ومن! من أندية اسبانيا، وبالأخص نادي ريال مدريد وبلدان عربية لم تتكلف ولو حتى بمانشيتات على أي قناة تواسي بها الشعب العراقي! فالجماهير العراقية الغفيرة تشكر البلد الأجنبي وهو اسبانيا وأندية اسبانيا وبالأخص نادي ريال مدريد على هذه الوقفة المشرفة لشعب العراق والخزي لكل من لم ترف له دمعة على شعب العراق، فالفائز الحقيقي في ملاعب اسبانيا هي الأخلاق الانسانية والروح الرياضية التي جعلتنا نفتخر بكل الرياضيين في العالم مهما كانت ألوانهم وجنسياتهم وقومياتهم ودياناتهم ..