جمعة الحلفي /
في الأربعينيات والخمسينيات، كانت حلانة التمر أحسن هدية، أما تنكة الدهن الحر فتهي بهي.. وكان العراقي إذا ذهب للتعزية بوفاة أو للتهنئة بزواج، يأخذ معه الحلانة أو تنكة الدهن، وإذا كان ممن “الله منطيهم” يأخذ معه خروفاً يجرجره القصاب حتى باب الدار ثم ينحره عند الدكة أو في ساحة الفاتحة أو العرس. (هذا كان في أيام الفقر حيث لانفظ ولا خيرات مكتشفة بعد). وفي السبعينيات، عندما بدأ النفط يتدفق ذهباً ودولارات، صار الناس يقدمون الورود وعلب الحلويات كهدايا في المناسبات، أما صدام حسين فقد رفع من قيمة الهدية فصارت سيارة مرسيدس أو قطعة أرض. ويتذكر العراقيون آخر ابتكار لصدام، على هذا الصعيد، وهو تقديم براميل نفط كهدايا لزوار العراق، ممن يأتون للتضامن مع الشعب العراقي في محنة الحصار فيعودون وهم يشعرون بـ “محنة” بيع هذه البراميل.