محسن ابراهيم/
الفن ينبغي أن يكون للحياة، وما بين الهموم الإنسانية وارهاصات الحياة اليومية, بات لزاما أن تكون الرسالة أوسع وأشمل، رسالة تبني الحياة، تجعل الإنسان أكثر تفاؤلا وإشراقا، أكثر ترابطا مع الآخرين، وقدرة على التعايش، حيث أنه يقدم معايير انسانية صرفة لأنه يتعامل مع الروح البشرية بشكل مباشر, ويرتقي دائما بالوجود البشري, لتناوله قضايا ومشكلات المجتمع الذي يعايشه, وحين يكون الفنان مرآة لمجتمعه من المؤكد أنه سينصهر في بودقة المجتمع، فيصبح الهم الانساني قضيته دون الالتفات الى العرق والدين والمذهب، لذا فأن الفنان محكوم بطرق أبواب مجتمعه الاجتماعية والثقافية.
ما دفعني للكتابة هو الموقف النبيل الذي أبداه الفنان العراقي سعدون جابر، موقف يسعى من خلاله لحب الناس وارضاء الله والوطن, حين لبى نداء امرأة جنوبية استشهد ولدها، وباتت تفترش العراء, فعرض مأساتها الشاعر فالح حسون الدراجي على صفحات التواصل الاجتماعي, حيث أعلن سعدون جابر عن تبرعه رسمياً، لهذه الأم الثكلى ولابنها الشهيد بسكن وراتب شهري مدى الحياة, ربما هذا الموقف الذي لم تطله الأضواء وكاميرات التلفزيون هو أكثر نبلا من كثير من المواقف المزيفة التي تندرج تحت مسمى الوطنية لسفراء النوايا الحسنة
النخل وانتي والجبال
الارض وعيون الاطفال
الوطن وامال الاجيال
حرت ألمن أحب
بهذه الكلمات التي صدح بها الفنان سعدون جابر, كان غناؤه سلوىً لمهموم، وعوناً لمعدوم.. فعلى مثل هذا فليغن المغنون..