جبار عودة الخطاط/
لموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك إيجابيات كثيرة وسلبيات ليست بالقليلة أيضا. ففضلاً عن كونه وسيلة سلسة للتواصل وتجسير الصلة بالكثير من “الأصدقاء” إذ أنه مثل رئة إعلامية لا يستهان بأهميتها في النشر الثقافي والاجتماعي بمجالاته كافة، فإن من حسنات وإيجابيات هذا الفيسبوك – وهذا ما لمسته شخصياً عبر تصفحي له- أنه يتيح لك التعرف أكثر على “الوجوه الحقيقية” للكثير من الشخصيات والمثقفين الذي يبادرون لا شعورياً إلى إماطة اللثام عن حقيقة ما تنطوي عليه سرائرهم من طباع وغرائز ونوازع غير سويّة لا تستطيع كشفها على أرض الواقع بيد أنك ،وهنا المفارقة، تجد نفسك في وارد القدرة على استقراء تلك “الوجوه” المضمرة واقعاً والمكشوفة في هذا الفضاء الافتراضي والواقعي في آن ! من خلال التأمل فيما ينثرونه هنا من سطور وإشارات لافتة تشي بالشيء الكثير عن “وجههم الحقيقي” بعيداً عن “أقنعة الفوتوشوب الاعتباري” في تعاطيهم اليومي المباشر !
الفيسبوك إذن هو الفضاء الأكثر واقعية الذي يشي بالمضمر من شخصية المثقف الكامن خلف أقنعة اعتبارية يرتديها وفقاً لما يتطلبه منه الدور الاجتماعي و(الثقافي) في محيط بات يعج بالمتناقضات التي لم يعد وجودها يمثل حالة فارقة تثير الكثيرين ..قرأت مرة لغوليانوا عبارة اعجبتني تقول “النص الأدبي سلوك وما ننشره على الورقة ترجمة له ليس إلا”. ولعل الفيسبوك هو المصداق الأكثر وضوحاً لذلك، وما عليك سوى القيام بجولة ليلية في هذا الرحاب الأزرق لتحصد ما يؤكد غرائبية سلوك البعض وهو يطلق العنان لعقد ونوازع حوّلها الى (تحشيش) وبوستات !
بوستات ومنشورات نقرأها للكثير من “الأسماء” لا أجد وصفاً لها بغير المخجلة والمقرفة .. الفيسبوك أضحى وسيلة كاشفة عن مكنونات مريضة لشخصيات تجد في حجراتها الشيء غير القليل من عوامل السايكوباثية حقاً !
هو نشر غسيل مج طالما وقفت إزاءه بالكثير من التأمل والدهشة؟! سألت نفسي مراراً ما الذي يدعوهم للنزول الى هذا الدرك المؤسف ليسيئوا لأنفسهم قبل إساءتهم للغير..