شرطي ابو المترين

أزهر جرجيس/

البارحة اندك الباب بقوة. طلعت مفزوع بطرك الفانيلة والبجامة. فتحت الباب، لكيت شرطي اشكر وعيونة زرك ابو المترين واكف وبيده عصا كهربائيّة. سألني: انت آزر؟ كتله: إي. جرّني من فانيلتي وكال إمشِ يا مجرم. كتله: احترم نفسك، انا مو مجرم، انا ابن العراق العظيم.كال: اسكت، سكتت. صاح لزميله الواكف يمّ السيّارة: تعال اخذ هذا الكلب الأجرب حطّه بالصندوك. كتله: احترم نفسك، انا مو اجرب، انا ابن الرافدين الخالدين. كال: اخرس، خرست. حطّوني بالصندوك وطارت بينا السيارة. وصلنا مكتب البوليس الرئيسي. نزّلني من الصندوك وشالني من علباتي بحيث رجليّه طخّن ببطنه. كال: اليوم أعلّمك يا جرذ. كتله: احترم نفسك، انا مو جرذ، انا ابن الحضارة ولبّة التاريخ. كال: انچب، انچبّيت. فتح باب السجن وشمرني ونكت ايديه وراح. لكيت كدّامي مساجين اثنين لابسين بدلات حمر ومزيّنين صفر، واحد مصري وواحد سوري. سألني السوري: الأخ من وين بلا زغراً؟ كتله: من بلاد ما بين النهرين. كال: يخرب بيتك صرنا تلاتة. سألني المصري: انت من أيّتُها أرض يا أخ؟ كتله: من أرض بابل وسومر وأكد وآشور. كال: يخرب بيت أمك صرنا تلاتة. ثم دخلوا في صمت رهيب. اجه الشرطي ابو المترين شايل توثيّة ونطاق. شالني من فانيلتي وسحلني لغرفة التحقيق. علّكني بالمروحة واشتغلني أكس ومربّع. وره ساعتين رجعت للزنزانة لابس بدلة حمرة ومزيّن صفر ووجهي مورّم وجسمي مدمّى. الصبح اخذونا ثلاثتنا على غرفة الإعدامات. شدّوا عيوننا وربطوا برك ابنا الأحبال وصعدّونا على كراسي خشب، قرب كل واحد منهن يقف شرطي عملاق. سألوا المصري: إسمك؟.. متولّي يا بيَه.. بلدك؟.. مصر الكنانة يا بيَه. طرررب ضربوا الكرسي، تدندل المصري ومات. اجه الدور على السوري: إسمك؟.. عاصم يَسيدي.. بلدك؟.. سورية العروبة يَسيدي. طرررب ضربوا الكرسي، تدندل السوري ومات. وصلني الدور. كمت ارجف ولساني انعقد وصار عندي تبوّل لا إرادي. إسمك؟ آزززز.. إسمك؟ آزر.. بلدك؟ العععررراا.. بلدك وِلَك خلّصنا؟ العراق العظيم سيّدي. طرررب ضربوا الكرسي، فزّيت من النوم، لكيت نفسي متمدّد على القنفة وسابح بالعرك والتلفزيون ناسيه يشتغل. چان مسلسل هيفاء وهبي مخلّص وطالع تقرير عن تدمير الآثار العراقيّة.