محسن إبراهيم/
في لقاء جمعني مع أحد الشعراء الكبار دار بيننا نقاش حول ظاهرة الشعر والشعراء التي استشرت في المشهد الشعري، ظاهرة سلبية كان لها التأثير الواضح في انحدار مستوى الشعر وإطفاء الوهج الذي كان يتميز به سابقاً، مفردات صيغت بطرق بائسة وتركيب لغوي فارغ من المضمون، بعيداً عن جودة الكلمة وقوة بنائها الشعري. ليس باستطاعة هؤلاء خلق أفكار جديدة وجيل جديد يعنى بواقعهم، وإن كل ما يقدمونه للساحة عبارة عن حضور عبثي لا قيمة أدبية له، لا أدري كيف استطاع مظفر النواب وعريان السيد خلف وكاظم اسماعيل الكاطع وزامل سعيد فتاح وغيرهم من تسيّد المشهد الشعري وخلق حالة شعرية فريدة مازال صداها يتردد عبر كل هذه السنين، دون توفر الحد الأدنى من وسائل الانتشار كما في هذه الأيام. إذن هو الوهج الشعري الذي كان يرسل أشعته ليتغلغل في حنايا الواقع مستنداً على البناء الصحيح والجودة في التركيبة الشعرية، ظهور الأعداد المهولة الآن من الشعراء (الفيسبوكيين) ومن الذين أفرزتهم بعض المسابقات الشعرية، وطرق التسول الشعري ومسح الأكتاف أدت إلى تشويه الصور الزاهية والقيَم الشعرية النبيلة التي رسمت في ذهنية المتابع، حتى أصبح النص الشعري مجرد لصق كلمات مبهمة لتنتج شيئاً أشبه بالمسخ المشوّه حتى أنه لا يستحق أن يوصف بالشعر الرديء لأنه أحطّ من أن ينسب إلى أي نوع من أنواع الشعر. في النهاية ليس كل ماينشر رديئاً، والحل يكمن في رؤية نقدية للشعراء الجدد، تحميهم من الوقوع في مصيدة الفقاعات.