د. علي الشلاه/
للنصر طعم آخر وللمنتصرين هيبة مختلفة، يوم دخل علينا دون استئذان عام 2017م كنا نعبئ الأمل بالأرواح والأجساد ونطوي الزمان والمكان لنستعيد العراق ببيته الأول كاملاً دون شظايا أو انكسارات، كانت همة المقاتلين العراقيين واصرارهم وصبرهم استثنائية وبطولية دون حدود، ولذلك سرعان ما وصلت كل حدود الوطن واعادت الحدود.
عام مضى قدمنا فيه خيرة الشباب والشيوخ قرباناً لوطن ائتمنا عليه فأدينا الأمانة وحفظنا العهد وانتصرنا على عوامل الفرقة والضعف وضياع الهوية وتشتت الآراء والرؤى بفضل الله وفتوى ذلك السيد الحكيم المتواضع المقيم في بيت مستأجر في مدينة أبي تراب علي بن أبي طالب (ع)، وقبلها ومعها وبعدها بفضل الشهداء أفضل المنتصرين وأغلاهم وأعزهم على العراق الذي بقي بفضلهم فصاروا سارية ديمومته ومجده ومستقبل أطفاله القادمين من المستقبل وإليه.
عام يمضي وآخر يرثه ويكمل مشواره بالمسار نفسه، والرجال أنفسهم يعلون سور الوطن ونشيده على الأسوار الطائفية والعنصرية الضيقة، ويغنون لحضاراته وتاريخه ويغنونها بالعطاء الثر والايثار وطرد الفساد من صفوفهم.
عام يفتح أذرعه للجميع لكي يظلوا معاً فيصنعوا انتصاراً وسؤدداً لأنفسهم أولاً ولأبناء الوطن الواحد الذي رسم هويته على جباههم الغراء.
أما أنتن يا سيدات هذا الوطن ومثار عزه وفخره يا خير من ربّى وأكرم من أعطى وأشرف من أنشأ وعلم وسهر الليالي والأيام، يا بسمة الله على الجراح وبلسمه، يا أمهات العراق وبناته فلولاكن ولولا تضحياتكن لما أصبح هذا الوطن ممكناً ولا قابلاً للحياة، ولذا تعتذر اللغات بشعرائها ونحاتها عن صياغة عبارة عرفان لائقة بكن.
عام 2017 يأفل
عام 2018 يشرق
والعراق سيد الدهر فقد مرت به الذكرى سبعة آلاف مرة ومضى الطغاة والغزاة والإرهابيون وبقي نخلة باسقة للخلود.