عراق 2017 عراق آخر

د. علي الشلاه/

تتحول الأيام والسنوات ويشتعل الرأس شيباً والجسد وهناً لكن الأحلام تكبر وتتسع لتبني نبوءة متفائلة لوطن خارج من رماد الجراح كعنقاء فينيقية عظيمة..

أقول ذلك وان عزت الأساطير والمعجزات في أيامنا، لكن المعجزة التي حققها الرجال الشجعان في القوات المسلحة العراقية بصنوفها كافة (بعد ان اصبح الحشد الشعبي أحدها طبقاً لقانونه الجديد) أعادت الأمل والشباب الى الوطن الذي توهم المتوهمون انه قد ذوى واشتعلت مفاصله افتراقاً وتنافراً وانفصالاً..

لم يكن عام 2016 عاما سيئاً أبداً وقد صدق ما كتبناه قبل عام من انه سيكون عام عودة العراق الى بيته، وها هي آلاف الأسر النازحة في الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى، وها هي الرهانات الخاسرة للموهومين الذين سعوا الى مشاريع طائفية أو عنصرية وروجوا ان أقاليمهم صارت قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وها هي مشاريعهم قاب قوسين أو أدنى من الموت والاندثار، ولذا فان عام 2016م كان عاماً عراقياً بامتياز وسيكون عام 2017 عاماً آخر يرسم سلاما حقيقياً أبطاله استثنائيون من رواد الثقافة والفكر الذين يتسامون على الانتماءات الضيقة والأنانيات انتماءً الى وطن ترعرعت فيه الحضارات والأفكار والقيم الانسانية وصارت شخصيته مزيجاً منها.

عام 2017م سيدخل من بوابة الموصل طاردا كل ايديولوجيات الموت والدمار والخوف،وساحباً بين أقدامه العشب والنماء والخير، وعلينا أن نستعد لاستقباله بأفضل ما حققناه عام 2016 ليكمل المشوار وينطلق البناء الى ما يطمئن أبناءنا بأن الرعب الذي عشناه الى زوال تام ولينشد شاعرنا لبغداده الباسقة في عيدها:

من أيما قارورة للعشق جئتِ

وبأي صلصال خلقتِ

هل جمع الله الجنان بوردةٍ كوني فكنتِ؟

من ذا يظن العيد يوماً ذاهباً

والعيد أنتِ

كل عام والعراق بخير