جواد غلوم /
— من يرطن بالحقيقة ولا شيء غيرها ويظل يرددها مراراً بحروفها ولكْنتها وصدقها؛ فما أكثر ثرثرته بحيث ينهك الحقيقة نفسها!!
— حين تعترف وتقول: سأكون صريحاً ومحقّاً فإنك حتما تقفز الى شاطئ الاعتراف بعد أن كنت قبلاً في شاطئ إنكار الحقائق وتمرح في ملاعب التمويه.
— الحقيقة دائماً ما تكون جارحة، لكن التضليل والكذب هو أيضا مطبب، مبلسم وقتياً.
— الحقيقة كثيراً ما تلبس قناع الصدق الأبيض، وقد تبدو عاريةً مراراً؛ كما يلبس الكذب أقنعةً شتى، فهو إذاً يرتدي عدة وجوه ملونة ويكون أجمل إناقةً وظهوراً.
— حينما يموّه الطبيب مريضه ويكذب عليه يفصح المرض عن حقيقته.
— تبقى الحقيقة سجينة النفوس العفيفة وعاجزة عن موهبة الابتكار والخلق ولا تجاري الكذب في تحليقه العالي.
— كثيرا ما تتنكر الكذبة الحاذقة وترتدي ثوب الحقيقة ناصعاً جميلاً فتهواها الأسماع والعقول.
— حينما تكون الجدران تحوي آذاناً فتلك هي الحقيقة في أوضح ملامحها وأبيَن طلعتها.
— الحدس والهاجس والظنّ طرقٌ وعرةٌ للوصول الى الحقيقة.
— نعدّ الحقائق ونقف على عتبات دون العشرة أرقام وكأننا لا نحسن العدّ والحساب للأرقام الكبيرة.
— اذا كانت الحقيقة عذبة الرواء وقائلها ينهل ماءً صافياً فإن البقية الباقية يترعون من مناهل المستنقعات والأسن.
— كثيراً ما يسترخي الكذب على أريكة الحقيقة حينما ينهك ضعفاً.
— طبخة الحقيقة تبدو ماسخة، لذا وجب علينا أن نضيف لها ملحاً من الأكاذيب الخالية من الصوديوم كي لا تمرض.
— هناك حقيقة مهلكة وكذبة مخلّصة ونرغم على رصف كلامنا بالتمويه الكاذب خلاصاً من الهلاك.
— كم صنعنا الحقائق من خلاصة الأكاذيب كما تصنع بعض أنواع الخمر الأبيض من العنب الأسود.
— الكذبة المزدوجة تُصنع حينما تكذب السلطة على المواطن ويرد المواطن عليها بكذبة أخرى.
— الكاذب لا يكون مفرطاً في أكاذيبه إلا عندما يسترسل في كلامه دون أن يشعر أنه كاذب وينسى أنه معبأ بعيار ثقيل من أكياس الأكاذيب.
— من يقتصد في قول كل الحقائق لا يعدّ كاذباً بل باتراً لرأس الحقائق، تلك هي الأكاذيب الذائعة الصيت.
— تسعى الكذبة أن تصل الى ذروة التصديق حين تتنكر بزيّ الحقيقة وفقا لمهارتها في التقليد.
— ثمة كذبة مقنّعة بإتقان تنطلي حتى على قائلها.
— أكثر الكذب مكراً حينما نكذب على ذواتنا ونمَـوّه قناعاتنا الداخلية.
— تبدأ الكذبة الأولى صغيرة ثم تتنامى مثل كرة ثلج، بعدها تغدو جبلاً من جليد تصعب إزالتها من العقل.
— ثمة من يقول: أنا لا أعرف كيف أكذب؛ وكأني به يتوعد سامعيه ليريهم براعته في اختلاق الأضاليل والأكاذيب.. لو قدر عليها.