حليم سلمان
بيان قوي وواضح وصريح، قال فيه المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (يتعرض لبنان ـ ومنذ عدة أيام ـ لعدوان إسرائيلي متواصل، مستهدفاً شعبه الأبي وبناه التحتية على أوسع نطاق، وقد خلّف لحد الآن مئات الشهداء والجرحى، وعشرات الآلاف من النازحين والمشردين، ودماراً هائلاً في المساكن والطرق والمنشآت المدنية الأخرى. يحدث كل هذا الظلم الفادح والعالم ممعن في التغاضي عنه، إلا بضع كلمات هنا وهناك في الإدانة والاستنكار لا جدوى منها. إن العالم مدعو للتحرك بغية منع استمرار هذا العدوان السافر، كما أن الأمة مدعوّة للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني المظلوم والتضامن معه، والسعي في تأمين الحاجات الإنسانية للمنكوبين من الجرحى والمشردين وغيرهم، وعلى وكلاء المرجعية الدينية في لبنان والمؤمنين عامة القيام بذلك بكل ما أوتوا من إمكانات).
وكعادتهم، سرعان ما هب العراقيون، حكومة وشعباً، وقوى سياسية وفعاليات مجتمعية، لتلبية نداء المرجع الأعلى، و(على أحرٍّ من الجَمْر) لمساندة الشعب اللبناني ومساعدته في صد الهجمة الهمجية وتوحش الكيان الإسرائيلي الغاصب، والوقوف جنباً إلى جنب مع الأشقاء في لبنان بتقديم أقصى درجات المساعدات الإنسانية والصحية والخدمية، لتمكين لبنان من الصمود وعدم الانكسار، وصنع النصر، وإبعاد الأذى عن المدنيين العزل.
العراقيون شمروا عن سواعدهم بتوجيه قدراتهم نحو تحقيق الدعم الذي يخفف من المعاناة التي يتعرض لها إخواننا في لبنان وفلسطين، وذلك ليس بجديد على كرم ونخوة وفزعة أهل العراق، (الفزعة: هي عمل الخير في المجتمع، وهي مؤشر على التكاتف والتماسك الاجتماعي)، حين هب رجال ونساء وشباب العراق مهرولين مسرعين إلى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، وفتح باب التبرعات أمام العراقيين الشرفاء أصحاب النخوة والشهامة والكرم، لدعم حق الشعبين اللبناني والفلسطيني في الدفاع عن أمن وسلامة أبنائهم، ومنع آلة الحرب (الإسرائيلية) الغاشمة من المضي في فرض سياسة الخوف والقتل والتنكيل بالناس العزل.
إن المرجعية الدينية ببيانها، رسمت خريطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم والإسناد لنصرة أهلنا وأحبائنا في فلسطين ولبنان، ودعوة الأمة والشرفاء إلى التصدي للعدوان، والتعاون مع الذين يحملون السلاح دفاعاً عن كرامتهم، لمساندتهم في المعركة ضد إسرائيل ومخططاتها الشيطانية في المنطقة.