إياد عطية/
حتى بعد أربعة عشر عاماً على لحظة إسقاط تمثال الطاغية صدام في ساحة الفردوس، فإن الفكر الذي حكم العراق طوال تلك المرحلة المأساوية لم ينته، فذيوله ظلت تواصل عملية الخراب والعنف والقتل في محاولة لاستعادة السلطة.
وراح البعثيون ،الذين لم يواجهوا الجيش الأمريكي الذي دخل الى العراق بسهولة، يمدّون أيديهم إلى القاعدة لتشكيل حلف هدفه الإطاحة بالعراق الجديد.
ومع وصول مجموعات تحكم باسم المحاصصة الطائفية الى السلطة وفشلها ببناء دولة مؤسسات وطنية وبانتشار فساد لم تألفه الدول، نجح البعثيون باختراق العملية السياسية وإضعافها وتمكنوا من اشغال العراق بحرب طائفية استهدفت الأبرياء وزرعت الكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
ومع هذا، فقد نجح العراقيون في كتابة دستور دائم للبلاد وأجروا أربعة انتخابات ديمقراطية ليس لها مثيل في المنطقة، وانتعشت حياة نسبة عالية من العراقيين الذين وصلوا عام 1991 الى وضع معيشي مزرٍ، وتحول بلدهم إلى بلد متخلف في شتى مجالات الحياة. غيرإن الإرهاب والفساد عطلا وأضاعا فرصاً كبيرة لتحقيق تقدم يضع العراق في طليعة دول المنطقة.
وشهد منتصف عام 2014 أن وضع الحلف “البعثي الداعشي” البلاد على فوهة بركان وأطلق شعاره “قادمون يابغداد”ونجح باحتلال أراضٍ شاسعة من العراق.
وسرعان مادعت المرجعية الى مواجهة التنظيم واصطف ملايين العراقيين لمقاتلة “داعش”، واستبسلوا في إبعاد خطره عن بغداد أولاً، قبل أن يبدأوا معارك لملاحقتهم والانتصار عليهم في العديد من المدن.
لقد أثمرت التضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون عن استعادة وحدتهم وتعرية قوى الفساد والكراهية المرتبطة بأجندات خارجية، كما نجحوا في بناء قوات مسلحة قادرة على مواجهة الإرهاب، وفتحت الطريق سالكة لعراق حر ديمقراطي موحد.