قناة تلفزيونية للأطفال

حليم سلمان
تصويت مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي مؤخراً على تأسيس قناة للأطفال يحمل في الأفق أهمية كبيرة من جوانب عدة، منها التربوية، والثقافية، والتعليمية، والعلمية.
منذ سنوات عديدة حذرنا، وبصوت عالٍ، الجهات العليا من خطورة ترك أطفال العراق دون أن تكون لهم (شاشة) تلفزيونية تبث المحتوى الذي يسهم في تعزيز التعليم والتثقيف، بطريقة احترافية جذابة وممتعة تناسب أعمارهم، وتساعد في تطوير مهارات اللغة، والحساب، والتفكير الإبداعي، من خلال البرامج التعليمية والقصص، فضلاً عن غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية، كالصدق، والاحترام، والتعاون، والعمل الجماعي، وتعزيز الإبداع والخيال، بالإضافة إلى تطوير الذكاء العاطفي من خلال عرض القصص المليئة بالمشاعر والتحديات.
اليوم تبدأ الخطوات العملية الأولى لشبكة الإعلام العراقي بإضافة (قناة الأطفال) إلى بقية منصاتها الإعلامية المعروفة، لتكون بديلاً آمناً ومفيداً مقارنة بالمحتوى (العشوائي) غير المناسب المتوفر على الإنترنت أو بعض القنوات التلفزيونية.
إن تأسيس قناة تلفزيونية للأطفال يتطلب تخطيطاً دقيقاً، وتمويلاً كافياً، وفريق عمل متخصصاً يضم كتّاب سيناريو، ورسامي أنيميشن، ومخرجين، ومنتجين لديهم خبرة في العمل مع الأطفال، وكذلك متخصصين في التربية لضمان تقديم محتوى ملائم ومفيد لضمان نجاح المشروع ضمن إطار خطة ستراتيجية، مع تحديد الهدف والجمهور المستهدف، ونوع المحتوى الجذاب الذي يسهم في تشكيل الهوية البصرية للقناة. من ضروريات نجاح العمل في المؤسسات الإعلامية دراسة السوق من خلال تحليل المنافسة واحتياجات الجمهور، والتركيز على نقاط القوة والضعف في القنوات التلفزيونية والمنصات الإعلامية، وإنتاج البرامج والأفكار التي تشد الأطفال نحوها، وتكون غائبة عن المنافسة في السوق.
نريدها قناة تلفزيونية تقوم بصناعة الشخصيات الكارتونية وAnime، في برامجها ومسلسلاتها، تحمل رموزاً ودلالات، وترتبط بأواصر ثقافتنا العراقية العربية الواسعة والثرية بتراثها وموروثها.