رئيس التحرير/
نعم نحن محكومون بالأمل
أشياء كثيرة في حياتنا اليومية يمكن أن تبعث الأمل في نفوسنا، مقابل مشاعر الاحباط والخوف التي يريد العنف والإرهاب زرعها في أرواحنا.
أن نرى أطفالاً يتأبطون حقائبهم الصغيرة وهم في طريقهم إلى المدارس. أن نشاهد عائلات تتسامر وهي تفترش الحدائق العامة في ساعات متأخرة من الليل. أن نمر بأسواق تعج بالباعة والمتبضعين. أن نرى مقاهي ضاجة بالزبائن غير آبهين بالتهديدات.
أن نستمع لمثقف أو فنان وهو يتحدث بتفاؤل عن مستقبل العراق، برغم كل ما يحيط به من مخاطر وتحديات..
كل هذه العناصر والمشاهد اليومية تؤكد أن الحياة أقوى وأبهى مما يريد لها الإرهابيون والقتلة والطائفيون أن تكون. الحياة ماضية إلى الأمام وأولئك يريدون جرها إلى الوراء حيث العتمة والدماء والأحزان.
سألني صديق، قبل أيام، وكنا نمر في شارع أبي نواس وأمامنا عشرات السيارات وهي تصطف على بوابة مرآب يفضي إلى حدائق وكازينهات الشارع، كيف أفسر هذا المشهد في ظل تواصل أعمال العنف والتفجيرات اليومية، فقلت له: هذه هي الحياة لايمكن أن يقتلها الإرهاب والعنف، والعراقيون لن يتخلوا عنها.
وأنا أكتب هذه الكلمات تذكرت عبارة لن تنسى للمسرحي السوري الرائد (الراحل) سعد الله ونوس قالها في سياق كلمته في يوم المسرح العالمي: إننا «محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لن يكون نهاية التاريخ».