رئيس التحرير/
شكت المخابرات الألمانية، في السبعينات، بموظف كبير كان ينفق أضعاف راتبه الشهري ولديه حساب كبير في البنك، فاستدعته، خشية أن يكون جاسوسا، وسألته من أين تأتي بهذا المال. حاول التملص من القصة لكنه اعترف في النهاية قائلا لهم: أيام الحرب العالمية الثانية خبأت في منزلي خمسة يهود مقابل مبلغ شهري يدفعونه لي عن كل فرد. قالوا له: ولكن الحرب انتهت منذ ثلاثين سنة. قال لهم نعم هذا صحيح لكني لم أخبر اليهود الخمسة بذلك حتى الآن.
لدينا مثل هذا الموظف الألماني بالمئات يسرقون الدولة والناس باثر رجعي. بعضهم اصبحت لديه مليارات الدولارات وعقارات وفلل في بلدان مجاورة وغير مجاورة، كل هذا في زمن قياسي لايتجاوز العشر سنوات، وعندما سألته النزاهة من أين جئت بكل هذه الأموال قال كانت لدي قبل 2003.
والبعض من هؤلاء يسرق أموال الدولة باسم المظلومية وعلى أساس أن هذه الأموال عامة ومن حقه أن يأخذ حصته منها.
طبعا يوجد من قصص الفساد والسرقة ماهو مدعاة للبكاء والضحك أيضا. فهناك من استولى على عقارات كبيرة وقصور رئاسية وعندما تسأل هؤلاء يقولون لك: نحن لم نسرق ولم نتحايل على الدولة، بل لدينا عقود قانونية سليمة استأجرنا بموجبها هذه العقارات. وهذا الكلام صحيح بالطبع، لكن المشكلة أن أسعار هذه العقارات تبلغ مليارات الدولارات وهم استأجروها بفلسانات. وأعرف مسؤولا كبيرا في الدولة استأجر من جهة رسمية بناية من ثلاثة عشر طابقا وسط بغداد بمبلغ لايتجاوز 100 ألف دينار شهريا وهي تدر على هذا المسؤول مليارات الدنانير.
وفي التحقيقات التي أجرتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع بعض المتحايلين على رواتب الحماية الاجتماعية، ممن يقبضون هذه الرواتب وهم ميسورو الحال وبعضهم يعد غنيا، قال أحدهم أنه يعتبر راتب الحماية حصته من النفط. وقال آخر أنه يقبض هذا الراتب ويقوم بتوزيعه على الفقراء(على طريقة روبن هود). وقال ثالث أنه لايعلم أصلا أن لديه راتبا من الحماية ولم يقبض مثل هذا الراتب أبدا. وفي التحقيق الذي نشرناه في العدد الماضي تبين أن هناك اكثر من مليون مواطن بين “أرضي” و”فضائي” يتحايل على القوانين ويسرق الدولة.
بلوه…شكد خطيه الموظف الألماني الذي لم يخبر اليهود بنهاية الحرب العالمية الثانية!