نرمين المفتي
مع صدور هذا العدد، ستنتهي الفعاليات والنشاطات التي تشهدها دول العالم جميعاً، ومنظماتها الدولية والمدنية، التي تستمر سنوياً ومنذ 1999 لمدة 16 يوماً، تبدأ في 25 تشرين الثاني، لمناهضة العنف ضد المرأة. وسنوياً تختار الأمم المتحدة شعاراً لهذه المناسبة، وشعار هذه السنة كان (كل 10 دقائق تُقتل امرأة، لا عذر، اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة). قطعا “لا عذر” لمن قَتل. واستناداً إلى التقرير الذي حمل عنوان (جرائم قتل الإناث في عام 2023.. تقديرات عالمية لجرائم قتل الإناث من قبل فرد في الأسرة)، قامت بإعداده كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن 85 ألف امرأة من مختلف الأعمار قُتلن على مستوى العالم في 2023، بينهن 51 ألفاً قُتلن بيد فرد من الأسرة.
تُعرّف أدبيات الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه (أيّ فعل عنيف يُمارس ضدها بناءً على نوعها الاجتماعي، ويُتوقع أن يؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية، أو جنسية، أو نفسية، بما في ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال، أو الإكراه، أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحياة العامة أم الخاصة). وتشير الإحصائيات الأممية إلى أن معدلات قتل النساء تختلف بين المناطق، إذ تعد إفريقيا والأميركتان من بين المناطق التي تشهد أعلى معدلات قتل للنساء على يد الشريك، أو أحد أفراد الأسرة. ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2022، بلغ معدل قتل النساء في إفريقيا 3.1 لكل 100,000 امرأة، وفي الأميركتين 1.6 لكل 100,000 امرأة. في المقابل، كانت المعدلات في آسيا 0.9، وفي أوروبا 0.7 لكل 100,000 امرأة. وليست هناك إحصائية حقيقية لعدد النساء اللواتي تعرضن إلى العنف في المنطقة العربية سوى الحالات التي سجلتها أجهزة الشرطة، إذ إن هناك حالات كثيرة، من بينها جرائم قتل تندرج تحت ما يوصف بـ (غسل العار)، لا يجري الإبلاغ عنها.
في العراق، روت لي محامية ناشطة في مجال حقوق المرأة، سبق لها أن حققت في 10 جرائم قتل لنساء تحت ذريعة (غسل العار)، أن جريمة واحدة فقط كانت ضمن توصيف (الشرف)، أما الجرائم الأخرى فهي جنائية مع سبق الإصرار والترصد، بسبب الورث ومشكلات عائلية!
وتنتهي الفعاليات التي شهد العراق الكثير منها هذه السنة في 10 كانون الأول الجاري، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أي أن مناهضة العنف ضد المرأة تعد من ضمن حقوق الإنسان. ولابد لنا أن نشير إلى أنه ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الكثير من التوصيات للتعامل الحسن مع المرأة وتقديرها، فالرسول الكريم محمد (ص) قال في حجة الوداع “استوصوا في النساء خيراً”..
المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة والحبيبة والصديقة والزميلة، هي حولكم في البيت وأينما كنتم.. صحيح أن الحياة لا تستقيم إلا بامرأة ورجل، لكن للمرأة فيها النسبة الأكبر، وما نزال في انتظار قانون الحد من العنف العائلي الذي سيحمي العائلة بكل أفرادها.. ولا عذر.