#خليك_بالبيت
مدير التحرير /
صور مشرقة ومشرّفة يقدمها أبناء شعبنا في كل أزمة تمر وحادثة لا تسر، من غيرهم كسر وقبر أحلام الإرهابيين بمختلف عناوينهم وأغراضهم الدنيئة، واليوم يبرهن العراقي وهو يجابه هذا الوباء القاتل بأنّه أهلٌ للتحدي وفارسٌ للمواجهة مع هذا العدو الشرس وغير المرئي، ولابد من الاشارة هنا لكوادرنا الطبية المجاهدة ليلا ونهارا في سبيل القضاء على هذا الفيروس والحدّ من انتشاره، مدعومة من قواتنا الامنية البطلة التي وفرت أعلى وسائل الدعم، فأبناء وزارات الصحة والدفاع والداخلية جعلوا من المستشفيات والمدن والشوارع منازل لهم في سبيل حماية أبناء جلدتهم من هذا القاتل الشرس الذي أباد الآلاف في دول عدة، غير مبال بدولة عظمى وأخرى نامية، فهو أعمى باختياره لضحاياه، ليعصف بالصين وأميركا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا وسويسرا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي قبل أن يوجّه غزواته نحو الدول الفقيرة والنامية، والحمدلله بأنّ معدل الإصابات في بلدنا لايمثّل شيئا أمام الأرقام المخيفة التي سجّلتها منظمة الصحّة العالمية في العديد من بلدان العالم، هذا الأمر وواقع السيطرة على المرض يعود الفضل فيه لكوادرنا الصحية وقواتنا الأمنية بالدرجة الأولى لكونهم وضعوا أنفسهم في الساتر الأوّل المتصدي لهذا الوحش، غير آبهين بأرواحهم ومتناسين معاناتهم وسهر الليالي وفراق عوائلهم من أجل حماية وطن ومواطن وكما يقول الروائي العربي الراحل نجيب محفوظ: “وراء التضحية دائما إيمان وليس مجرد اقتناع عقلي” ، نعم هؤلاء أبناء العراق الغيارى، كان الإيمان الفطري دافعهم للتضحية سابقا لقناعاتهم العقلية، فهذا شعبي ومن حقّي أتباهى وأفتخر، ولا ننسى جهود بقية أبناء الوطن الذي جعلوا من خوفهم وقلقهم ومعاناتهم ساحات للتناقس من أجل الجود والتكافل الاجتماعي بين العوائل وهذا هو ديدن شعبنا بصدق الانتماء ونقاء التلاحم والتآخي، فلاعجب أن تجد أصحاب الأملاك تنازلوا عن بدلات إيجارهم، وأهل المولدات رفضوا تسلّم اشتراكاتهم الشهرية، وجار ترك على باب جاره المتعفّف سلة غذائية دون أن يعلمه بذلك خشية على جرح مشاعره، وبائع خضار يبيع بسعر الجملة دون أن يستوفي ربحا من المواطنين وغيرها من الصور الرائعة والمدعاة للزهو والإشادة، الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبي لم يألوا جهدا في مد يد العون بمختلف المساهمات، التبرعات على قدم وساق من جميع الطوائف والقوميات والأديان يقودهم قول الشاعر: “ولي وطن آليت ألا أبيعه…وألا أرى غيري له الدهر مالكا”.
النسخة الألكترونية من العدد 357
“أون لآين -2-”