د. علي الشلاه شاعر بابلي /
كان قرار الدكتور سلطان القاسمي، الكاتب والمؤلف والأكاديمي وحاكم الشارقة، بإقامة معرض الشارقة الدولي للكتاب من الرابع إلى الرابع عشر من تشرين الثاني ٢٠٢٠م قراراً شجاعاً فعلاً بعد أن توقفت كل الفعاليات الثقافية العالمية والعربية الكبيرة. فما إن افتتح معرض الشارقة حتى أعلنت الهيأة المصرية للكتاب افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في موعده، وتشجعت دول عربية أخرى لاستئناف فعالياتها الثقافية والفنية. لذا كان قرار معرض الشارقة ضرورياً وشجاعاً مشفوعاً بإجراءات صحية مهمة في الحفاظ على صحة رواد المعرض وحيواتهم.
فقد كان عام ٢٠٢٠ عاماً معتماً في المجالات كلها، لكن الثقافة كانت من أوائل ضحاياه، وقد يترك أثره على الفعاليات الثقافية كمّاً ونوعاً لسنوات عديدة مقبلة.
ولعل كثيرين يتساءلون عن أهمية الثقافة قياساً بمخاطر ذلك على حياة الناس وأوضاعهم الصحية، وهو أمر صحيح لو سادت الفوضى والتجمعات الكبيرة غير المنضبطة في الحدث الثقافي، ولو أطلقت الأمور على عواهنها دون معرفة دقيقة بضرورات الابتعاد عن العدوى بطرق صحية صحيحة، لكن الالتزام الذي شهدناه في معرض الشارقة قد أذاب المخاوف كلها ولم تسجل أية إصابة بالفايروس سيئ الصيت طوال أيام المهرجان الذي أوجدت إدارته قسماً مخصصاً للفحوصات الصحية السريعة مع كادر مختص وكافٍ لاستدراك أية إشكالية قد تحصل.
ولابد من الإدراك أن الثقافة هي جزء رئيس من الحل في مشكلات عربية كثيرة، ولاسيما مع شيوع ظاهرتي الانغلاق والتطرف. ومن هنا تأتي أهمية انعقاد معرض الشارقة الدولي في موعده، وأهمية أن يكون المثقف سلطة.. كما فعلتها الشارقة.