مركز صحي.. غير صحي في بغداد

عبد الحليم الرهيمي /

توجّهت صباحا إلى المركز الصحي القريب من بيتنا الذي لم أزره منذ ثلاثة أشهر لإجراء بعض التحاليل، ففوجئت بالنفايات تكاد تغلق مدخله دون أن يرفعها أحد.
وعند الدخول والتوجه إلى قاطع التذاكر وجدته منحنيا يتابع الفيسبوك بهاتفه ولم يرفع رأسه الا بعد رفع صوتي بالسلام عليه ثانية. وبعد أن أرشدني الطبيب المختص لغرفة التحاليل، توجّهت إليها وجاءت الممرضة بعد انتظار وطالبتني برفع ردن القميص ثم شكَّت بيدها بدون الكفوف إبرة سحب الدم، وحين عبَّرت عن احتجاجي بالقول: سيدتي اذا كان الطبيب أو الممرض معنيين بارتداء الكفوف قبل جائحة كورونا، فإنَّهما أصبحا ملزمين بارتداء الكفوف مع الكمامات التي أصبحت من أوجب الواجبات الضرورية، لا سيما أنَّ المركز يشترط على الزائر بإعلان مكتوب على باب مدخله ارتداءهما؛ فكيف لا تلتزمين أنت بذلك؟ أجابت دون تراجع أو اعتذار قائلة: “ها شوف أني أعقّم ايديه بمعقم في هذه القنينة التي على المكتب”.
لم أرد عليها وحين توجهت إلى مدير المركز لتوضيح الأمر له في غرفة الإدارة الفارهة وجدته بدون كمامة أو كفوف وبيده سيكارة سحب منها نفسا طويلا قبل أن يطفئها بالمنفضة احتراما لي أو خشية أن أشير اليه بمخالفة تعليمات وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية حتى.
وحين أشرت إلى مخالفاته ومخالفات الممرضة وقاطع التذاكر والنفايات أمام المركز بلطف وابتسامة كي لا ينزعج، قال ببساطة: “أستاذ سنأتي بالكفوف والكمامات ونأخذ باقتراحاتك الوجيهة”، أجبته والارتياح واضح على وجهي مجاملة، حبذا أستاذ لو تعمّم هذه التعليمات على كل أقسام المركز عندكم، فردّ مبتسما: “أستاذ نحن مركز صحي ولا بدّ أن نهتم بصحة المواطنين والمراجعين”. وانهيت مقابلتي معه وأنا أردّد مع نفسي للأسف اذا كان المركز الصحي غير صحي، فكيف يتعامل المواطن مع التعليمات الصحية وكيف هي حال المراكز الأخرى والمستشفيات؟