محسن إبراهيم/
كثيرة هي الوسائل التي تعبّر عن جوهر الإنسان ورغباته، والفن هو شكل من أشكال الثقافة الإنسانية ووسيلة للتعبير عن الذات الإنسانية. والفنان بصورة خاصة هو انعكاس لمجتمع ما يعكس رغباته المكنونة بوسيلة تمتلك الكثير من الرقيّ متحرراً من كل قيد بفضل موهبة نشأت معه منذ الصغر، وربما تتفاوت من شخص لآخر, هناك من يعمل على تطوير تلك الموهبة بتطوير أدواته الفنية وينهج له أسلوباً خاصاً. والتمثيل هو أحد هذه الفنون، والممثل عادة هو أهم أداة من أدوات المخرج الذي ينقل بواسطتها أفكار النص وقيمَه الى المتفرج. والممثل البارع هو مَن ينجح في تجسيد الأدوار التمثيلية، مهما اختلفت أنواعها إن توفرت له ظروف معينة تتيح له إبراز موهبته بشكل لافت. ولأن العمل الفني هو عمل جمعي، والممثل هو جزء من هذا العمل، لذا فإن من المستحيل أن يبدع دون أن تتوفر عوامل عدة من نص ورؤية إخراجية وعوامل أخرى لتساعد الممثل في أداء الدور المنوط به. ولذلك نرى الممثل العراقي يظهر بشكل آخر في الأعمال العربية، لأن تلك الأعمال توفرت لها جميع الأدوات التي من شأنها أن تظهر العمل بشكل جيد, (عزيز خيون في غرابيب سود, وشمم الحسن في كفر دلهاب, وكامل إبراهيم في الزيبق) كشفت هذه المسلسلات عن براعة الممثلين العراقيين الذين اندثرت مواهبهم بسبب عدم توفر نص جيد ومخرج مؤثر وميزانية توفر لهم الحد الأدنى من الأجور مقابل مايتقاضاه نظراؤهم في الدول الأخرى, لذا سيبقى السؤال قائماً: لماذا يبدع الفنان العراقي وبجميع الاختصاصات خارج بلده؟ يقال أن مطربة الحي لاتطرب، وأقول: هل سأل أحدكم عن السبب؟ ربما مطربة الحي تمتلك صوتاً عذباً جميلاً لكن لم يتوفر لها نص غنائي جيد ولا لحن رصين ولافرقة موسيقية تجيد العزف.