مقامة الهندي والقرد

جمعة اللامي/

“فعلتُ قليلاً من الحسنات، فكانت أجملَ مؤلفاتي”

( فولتير )

كتب المفكر الفرنسي فرنسوا ماري أرويه، الذي اشتهر باسم فولتير، مسرحية خصّصها للإساءة إلى رسول الله محمد بن عبد الله، عليه السلام ، فوجد من يرد عليه بمسرحية عنوانها “محمد” ثم مسرحية ثانية عنوانها “نشيد محمد”، وذاك المؤلف هو الشاعر الفرنسي المعروف “غوته” الذي كان له الأثر الكبير في تعريف أوروبا بالثقافة العربية خصوصاً، والشرقية عموماً. وهذه مقدمة أُولى لحديث اليوم.

في هذه السانحة، لا أتحدث عن فولتير، بقدر ما أريد القول إننا لا يجب أن نغلق نوافذنا، ونضع أصابعنا في آذاننا ونحن نواجه “الآخر” أونقترب منه، لأنه يختلف معنا في هذه المسألة أو تلك، فذاك يجعل غيرنا  يشوه مواقفنا ومصالحنا لأننا بذلك نُخلي الساحة.

وحتى هذه المقدمة الثانية في حديثي ليست هي مرامي، وإنما مرامي ومرماي هو أن أكتب بصدد أولئك الذين يُجهدون أنفسهم، ويتعبون أدمغتهم، في البحث عن أساليب رديئة، واجتراح طرق دنيئة، في الإساءة لمواطنيهم، في بلدهم أو المهاجر.

والأمر المقصود في هذه المقامة، بشكل خاص، هو الإنسان، أيّ إنسان كان، الذي غادر بلده برضاه، أو تحت وطأة ظروف جائرة، وهوماحدث مع جاري الهندي من ولاية بنغلور المعروفة بـ” بوليود” على نطاق السينما الهندية والعالمية. قال جاري الهندي وهو يحدثني في منزلي : اسمع مني يا أخي اللامي هذه الحكاية :” نحن نحب القرود كثيراً، بل ان بعضنا يعبدها كما تعلم. وفي ذات يوم علمت قريتنا ان أحد ابنائها من عبدة القرود، شتم قردا بعينه، على مسمع ومرأى جمهور غير هندي، فما كان من قريتنا، الاّ أن تطرده من قريتنا.”

والآن، عزيزي القارئ، هل وصلت الرسالة …؟!!