حسن العاني/
1-الحوارات التي تبثها فضائياتنا باتت أكثر من ظاهرة.. بعض المحاورين لا يعنيهم الوصول مع الضيف إلى أي هدف، لقناعتهم بأن الحوار لهم ولإظهار مواهبهم الفذة، ولذلك فإنه يطرح أسئلة ويتحدث لمدة (27) دقيقة، تاركاً للضيف (3) دقائق، ثم.. شاكرين لكم حسن الإصغاء وإلى لقاء جديد!!
2-سنوات ما بين (1970- 1973) عملت (مصححاً) في جريدة الثورة، وكان عددنا (12) مصححاً نعمل في قسم اسمه (قسم التصحيح).. بعد (2003) تراجع عدد المصححين، ولم يبق هناك شيء اسمه (قسم التصحيح).. حالياً تخلت (معظم) الصحف – إلا التي تحترم نفسها وقراءها – عن المصحح نهائياً، وأصبح وجود الأخطاء هو العلامة الفارقة لأغلب الجرائد العراقية!!
3-وللسنوات ما بين ( 1974- 1976) عملت بصفة (كاتب برامج) في الإذاعة، وكان هناك (مشرف لغوي)، لا يتولى (التصحيح) فقط، بل يضع (الحركات) كذلك، لكي يجنب المذيع -او المذيعة- أي خطأ، وقد حرصت الإذاعة يومها على فتح (دورات) في الإلقاء واللغة والنحو..
ما حصل بعد 2003 أن (معظم) وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة) استغنت عن المشرف اللغوي بفضل أجواء الحرية التي وفرتها الديمقراطية، بحيث بات مسموحاً لمذيع الفضائية والإذاعة أن يقرأ التعليق أو نشرة الأخبار على الجمهور العراقي باللغة الهندية!!
4- هو اسم يلعلع في عالم الثقافة، يكتب في كل شيء، ويثير الإعجاب لكثرة استشهاداته بعشرات الأسماء وسعة اطلاعه المدهشة، ولأنني مخلوق (نقناقي) -كما تصفني زوجتي من دون مراعاة لمشاعري الرجولية- فقد عمدت مرة إلى إحصاء عدد الأسماء التي تضمنتها إحدى مقالاته الفكرية الرصينة، وإلى إحصاء عدد السطور والكلمات، فاكتشفت أمراً غاية في الغرابة، إذ تألفت تلك المقالة من (484) كلمة، وكان عدد الكلمات المقتبسة والموضوعة بين قوسين هو(482) كلمة، وبعد حيرة وعناء كبيرين توصلت إلى أن الكلمتين الزائدتين هما اسم الكاتب ولقبه!!
5- في نهاية عام (2004) -على ما أذكر- وقفت على إحصائية لاتخلو من ريبة، ولا أعرف مدى مصداقيتها، لأن عدد الفضائيات في العراق – على حد زعمها – بلغ (146) فضائية، وهذا الرقم يمثل ضعف الفضائيات في أميركا، أما عدد الجرائد فوصل إلى (212) جريدة، وهذا الرقم يمثل ثلاثة أضعاف الصحف في فرنسا، في حين تجاوز عدد الإعلاميين (23) ألف اعلامي، موزعين على شتى وسائل الإعلام، وهذا الرقم يمثل أربعة أضعاف الإعلاميين في الصين!