أحمد الصالح /
هنا في الولايات المتحدة، وخلال مراجعتي الدورية للطبيب، ومع مرور الزمن لاحظت اعتماده – والممرضات اللواتي يعملن في عيادته أيضاً – على الكومبيوتر أكثر وأكثر في كل مرة..
قبل أكثر من عشر سنوات كان الأمر يقتصر على درج المعلومات الأساسية في الكومبيوتر فقط ..
اما اليوم فقد أصبح الكومبيوتر المرتبط بشبكة الإنترنيت، وعلى مواقع طبية متخصصة، ضرورة لكل طبيب لتشخيص الحالة المرضية وايجاد العلاج المناسب لها..
وزيادة من الشعر بيتاً، فقد أصبح كل منا يمكنه تشخيص بعض الحالات المرضية وايجاد العلاج المناسب لها عن طريق البحث على الإنترنيت، مع التعامل بحذر في مثل هذه الحالات..
والأمر لا يقتصر على الطب..!!
في الصحافة أيضاً..
لعل الصحافة أولى المهن التي نافسها النشر المجاني والواسع على الإنترنيت، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت فرصة النشر للجميع..
فلم تعد كاميرا القناة التلفزيونية مثلا هي الوحيدة التي تنقل الخبر او تتابعه من موقعه..
فالتلفون الذكي وموقع فيسبوك يتوفر على خاصية البث الحي، وقد يسَّر لكل مستخدم أن ينقل اي خبر ويتابعه ببث مباشر من أي مكان في العالم..
قبل هاتين المهنتين..
وظيفة المهندس المعماري أخذت تعاني أيضاً من المنافسة الشديدة بسبب الإنترنيت..
فكل من يريد خريطة او تصميماً لأية بناية يمكنه الحصولةعلى آلاف النماذج على النت..
وهكذا سنجد يوماً ما أن الكثير من الوظائف التقليدية لم تعد لها حاجة في المستقبل..
وستسرح أعداد هائلة من العاملين فيها..!!
فقد لا تبقي لنا الآلات وظيفة او مهنة للرزق يوماً ما يا صاحبي..!!!
ولأن الآلة حتى الآن تحت سلطة الإنسان ويمكن تطويعها لخدمته في مختلف المجالات..
فإن الحكمة تقتضي معالجة ظاهرة تسريح العمالة البشرية وتوفير مصدر رزق مناسب لها بعد ان حلّت الآلة محلها..
وأيضا كيف ستنتفع البشرية من الوقت الفائض الذي ستوفره الآلات لنا في ظل نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي جديد وعادل …؟! )