محسن ابراهيم/
الفن والغناء خصوصا هو أكثر المجالات التي تشهد تراجعاً كبيراً وعلى مستويات عدة، من بينها المضمون والفكرة وجودة المنتج وحرفية الأركان الثلاثة للأغنية، وبالرغم من ثورة التكنولوجيا، إلا أن الانتكاسة في عالم الغناء أنتجت نجوماً بالاسم فقط وبسبب قوة مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث كما هائلا من الأخبار المفبركة والشائعات دعما لما يسمى بالنجوم, للنجم مواصفات عدة وأدوات يشتغل عليها, تلك الأدوات هي من تضعه بمصاف النجوم الحقيقيين, ومن لم يطمح الى ذلك ويتمنى أن ينضم لهذا العالم المليء بالأسماء اللامعة والمشاهير والأضواء، وقد قيل يوماً، إنه لكثرة تعلق الناس بالفن والأضواء أصبح الفن مهنة من لا مهنة له، الفن أصبح ساحة يختلط فيهما الحابل بالنابل، والغث بالسمين، وطالبي الشهرة، أسماء هزيلة تتحول مع تكرار الضخ (الفيسبوكي) إلى (نجوم) يفسح لهم المجال للعبث بذائقة المستمع وذوقه، اعتقادا منهم أن هذا اللفظ يرفعهم من الأرض الى السماء وكأنهم وصلوا الى القمة وهم في بداية سلم الفن، لاشك في أن هذا اعتقاد خاطئ ينم عن الغرور فيصدقون هذا الوصف فيهم ويركبهم الكبرياء, مشاركاتهم في برامج خصصت للمواهب لانعرف الغرض من ورائها إن كان المشارك يتصدر سوق الأغاني ويعتلي خشبة افضل المسارح لتقديم أماس غنائية في جميع أرجاء العالم؟, النجم إن كان حقا ينتمي الى ذلك المسمى يجب أن يكون بمصاف اقرانه النجوم, أعتقد إن زمن الفنان الملتزم قد شارف على الأفول، نحن اليوم في زمن نجوم من ورق، نجوم مواقع التواصل الاجتماعي يبنون نجوميتهم على المشاركة في برامج للهواة، والطامة الكبرى إن هناك من يصفق ويبرر لهم ويعتبرهم سفراء للأغنية!!