#خليك_بالبيت
أحمد الصالح /
(Emoji)، أو الرموز التعبيرية، أصبحت اليوم لغة حاضرة وفعالة للتعبير عن الأفكار والمشاعر في الهواتف الذكية والكومبيوتر على حد سواء .. وفي وسائل التواصل الاجتماعي بخاصة مثل الفيسبوك وغيره.. تقبل عليها الأجيال الشابة أكثر وأكثر وتستخدمها أكثر من حروف اللغة التقليدية في أحايين كثيرة..
مع كل يوم يمر، تطرح شركات تكنولوجيا المعلومات رموزاً تعبيرية جديدة، وتطورها، وتزيد من تفاصيلها، لتمنح فرصاً أوسع للمستخدمين في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم ..
الفيسبوك مثلاً، حتى قبل سنوات لم يكن يستخدم سوى رمز الإعجاب: لايك ..
اليوم بإمكانك أن تستخدم عدداً من الرموز التي تعبر عن الضحك والحزن والغضب والحب والاهتمام أيضاً…!!
الرموز التعبيرية بسيطة ومفهومة وعابرة لكل اللغات.. أيضاً يمكن أن تستخدمها كل الأعمار وباختلاف مستويات التعليم والثقافة.. وألوانها وأشكالها جذابة ومثيرة….
قبل آلاف السنين كان الإنسان القديم يعبِّر عن مشاعره ورغباته وأفكاره برسوم على جدران الكهوف.. ثم أخذ يرسم على ألواح الطين وورق البردي والجلود والورق.. قبل أن يستقر في آخر المطاف على استخدام الحروف، والتي تختلف أشكالها من لغة إلى أخرى..
وبسبب اللغات انفصلت وتباعدت أقوام البشر عن بعضها البعض أكثر وأكثر ورسمت حدود الأوطان..
وأصبحت اللغة هي الوسيلة الرئيسة للتعبير عن الشعور القومي لكل الشعوب..
وأيضا هي الهوية المميزة لكل شعب من الشعوب…
ها نحن نعيش عصر العولمة منذ ثلاثة عقود.. والعولمة في أحد تمظهراتها البارزة هي اتساع فاعلية الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية العابرة للحدود الوطنية والقومية..
نعم، لا تزال اللغة عائقاً أمام عدم التواصل بين الشعوب.. لكن إجادة إحدى اللغات الأكثر تداولاً مثل الإنكليزية قد يسَّر للمتحدثين بها تواصلاً أكبر..
لكن انتشار استخدام الرموز التعبيرية في قابل السنين سيذلل إلى حد كبير التواصل بين الأفراد والشعوب ويعزز مفهوم العولمة أكثر وأكثر …
إلا ترى يا صاحبي.. وكأنها دورة مكتملة..
بدأ البشر في عصورهم الأولى بإيجاد وسيلة للتفاهم فيما بينهم عبر الرسوم..
وهاهم عادوا يتفاهمون بالرسوم أيضاً في أعلى مراحل تطورهم العلمي والتكنولوجي…!!
ترى هل عجزت لغة الحروف المجردة…؟!
أم أن العقل البشري تعب من التجريد وعاد حسياً بصرياً..؟!!!!