نرمين المفتي /
وطبعاً مختبراتها ومكتباتها ومراسمها، من راحة نفسية للتلميذ والطالب ما يدفعهما إلى التفوق والابتكار، فيتعلمان كيفية التخطيط لمستقبلهما..
ومع العودة إلى الدراسة الحضورية، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تنشر صوراً غير مقبولة لبعض المدارس التي تخلو من المقاعد الدراسية، والرحلات، وإن وجدت في أخرى فهي قديمة قد تحولت أطرافها إلى أدوات جارحة، بل إن صوراً نشرت لصفوف بلا سقوف! أما النظافة فحدِّث ولا حرج.. هذه الصور جعلتني أكتشف سبب أن مراسلي الفضائيات اختاروا المدارس الأهلية للتصوير في تقاريرهم عن العودة إلى مقاعد الدراسة.. فهي نظيفة ومصبوغة، وبمقاعد دراسية جديدة وساحات مرتبة، وإن كان بعضها صغير المساحة، وتلاميذ يرتدون الزي الموحد بألوان فاتحة وزاهية.
هنا لابد من الاشادة بإدارات مدارس حكومية، ولاسيما في المناطق الشعبية، قامت بجهودها الذاتية بتصليح مقاعد الدراسة وصبغ جدران الصفوف وإجراء الصيانة، ونشيد أيضاً بمدارس تعاون على صيانتها أولياء الأمور مع الإدارات، إنما أشير إلى قرار العودة إلى القسم العلمي في المرحلة الإعدادية وإلغاء العمل بالفرعين التطبيقي والإحيائي! ما يعني العودة بخطوات إلى الخلف مرة أخرى، تماماً كما حصل قبيل سنوات مع تحديث منهج الرياضيات، إذ بدأت شكاوى الأهل بأن المنهج الجديد صعب جداً، وتزامنت تلك الشكاوى مع شكاوى المدرسين الذين لم يدخلوا دورات لتدريبهم على المنهج الجديد.. وكأن الأهل يريدون أن تبقى المناهج كما هي، بينما العالم يتطور من حولنا، فقد أصبح تعليم المصفوفات -أساس التطور الرقمي- من ضمن مناهج الرياضيات في المراحل الابتدائية..
ويبدو أن العودة إلى القسم العلمي جاءت أيضاً بسبب شكاوى الأهل، بينما تطور التعليم في الخارج، ليس بفرعي التطبيقي والإحيائي فقط، إنما يُسمح للطالب، الذي قرر مستقبله ودراسته الجامعية المقبلة، بأن يختار المواد التي سيدرسها في الإعدادية، وأن لا يدرس المواد كافة كما في الفرع العلمي.. مجرد أن يختار الطالب المواد التي سيدرسها، معناه أنه سيتفوق، سواء في دراسته الإعدادية أو الجامعية المقبلة، والمتميز في دراسته سيكون عالماً في المجال الذي اختاره خلال سنوات قليلة بعد تخرجه في الجامعة.
حين أقول إن تطور التعليم، الذي يؤسس لمجتمع متطور، مسؤولية مشتركة بين الأهل والتربية، معناه أن يتعاون الأهل مع التربية في تغيير المناهج وأساليب التربية والتعليم، وإلا فإن شكاواهم، التي تأتي بذريعة الخشية على مستقبل الأبناء، الذريعة التي ستحرمهم، مثلاً، من الدراسة في جامعات عالمية رصينة، وهي -الذريعة- غير منطقية وتؤثر بالتقادم على مستقبل البلد وعدم تطوره وتحضّره، وعلى وزارة التربية أن تبذل جهودها في تطوير المناهج وأساليب التربية والتعليم..