د. علي الشلاه شاعر بابلي /
متثاقلا يجرر أيامه الاخيرة يرحل عام 2020 غير مأسوف عليه، فقد حمل للإنسانية جائحة أودت بمئات الآلاف من بني البشر وتركت مثلهم يعانون من أمراض شتى تنفسية وغيرها، كما أودى باقتصاديات عدد غير قليل من دول العالم بما فيها دول كانت تعد نمورا اقتصادية راسخة.
وقد صاحبت تلك الجائحة نكوصات كبيرة كانت الصحة والثقافة والرياضة أولى ضحاياها، مثلما تركت في الإنسانية مشاعر لا يمكن تصورها قبلا، فربما للمرة الأولى تخاف الأم أبناءها والأب أولاده والحبيبة حبيبها والصديق صديقه والمدرس تلاميذه، خوف يمحو كل المشاعر الجميلة والذكريات الجميلة ودفء الحياة الحميمة المبنية على التقارب والألفة.
عام أجبرنا على مراجعة كل شيء في حيواتنا بل وحتى مراجعة حياتنا نفسها وغايتها وجدوى المجيء والرحيل وسائر الأفكار والفعاليات.
ومع أنَّه ساوى بين الناس وحتى الدول في مواجهة جائحته فإنَّه شككنا بالتقدم العلمي والتقني الذي وصلته الإنسانية في علوم الطب والفايروسات وقد كنا نتوهم أننا نعيش أفضل أزمنة الإنسانية رفاهية وتطوراً فاذا بنا نراجع التجربة كلها وننزع إلى الطبيعة والحياة البدائية بحثا عن سلامة واطمئنان مفقودين.
ومع هول الجائحة وتعدد أطوارها ونشوء أجيال مختلفة منها، فإن ربطها بعام 2020 يظل دقيقا لأنَّها بدأت به وانتهى قبل أن يشهد نهايتها ولذا لا بد لنا من التفاؤل بعام 2021 الذي يقترب منا بتوجس مخافة تبعات سلفه، ولكننا نراهن على قدرات الإنسانية في إنهاء هذه الكارثة التي علمتنا كثيرا والأمل كله أن لا ننسى بوداعها ما تعلمناه.
كل عام والعراق بخير
كل عام وأنتم بخير