Energy Capture

محمد عبد الجبار الشبوط

يعني مصطلح (Energy Capture) قدرة المجتمع على التفاعل مع البيئة المحيطة وتوظيفها لصالح النمو الحضاري.
وبعبارة أخرى، يعني المصطلح قدرة العنصر الأول في المركب الحضاري، أي الإنسان، على التفاعل الإيجابي المنتج مع العنصر الثاني للمركب الحضاري، أي الأرض، لصالح النمو الحضاري، الذي يتمثل بصورة أساسية بوفرة الإنتاج وعدالة التوزيع. وتتعلق قدرة الإنسان على تحقيق ذلك، بشكل أساسي، بمنظومة القيم العليا الحافة بعناصر المركب الحضاري، التي تجل العلم والعمل والعدالة.
استخدم إيان موريس المصطلح في كتابه (The Measure of Civilization) للإشارة إلى قدرة المجتمع، أو الحضارة، على استغلال وتحويل مصادر الطاقة الطبيعية والموارد الطبيعية إلى أشكال مفيدة لدعم التقدم والتحضر.
بعبارة أخرى، هو المدى الذي يمكن فيه لمجتمع، أو حضارة، الاستفادة من مصادر الطاقة، مثل الوقود، القوة البدنية، أو تقنيات الطاقة الحديثة، لدعم الإنتاجية والاقتصاد والنمو الحضاري. في الحضارات القديمة كانت الطاقة تأتي غالباً من العمل اليدوي (قوة البشر والماشية)، أو من الزراعة. وفي الحضارات الحديثة يتم استخدام تقنيات متقدمة، مثل الطاقة الكهربائية، والطاقات المتجددة، أو الطاقة النووية.
يعتبر (Energy Capture) أحد المؤشرات المهمة لقياس مدى تقدم أو تطور الحضارة، إذ إن المجتمعات التي تستفيد بشكل أكبر من مصادر الطاقة تكون عادةً أكثر تطوراً اقتصادياً وتقنياً.
مثلاً:
– في المجتمعات الزراعية القديمة: كانت الطاقة تقتصر على العمل البدني البشري والماشية في الزراعة والنقل.
– في المجتمعات الصناعية: ظهر استخدام الفحم، البترول، والغاز الطبيعي كمصادر للطاقة لتوليد الكهرباء وتشغيل الآلات.
– في المجتمعات الحديثة: يستخدم العالم اليوم مصادر متعددة للطاقة، من بينها الطاقة الشمسية، الطاقة النووية، وطاقة الرياح، لدعم التكنولوجيا المتقدمة والاقتصادات الكبرى.
أظهر الجدول الذي أعده إيان موريس أن (energy capture) في الغرب (وهذا المصطلح يشمل أوربا والشرق الأوسط) يسير في خط تصاعدي منذ عام 14000 قبل الميلاد إلى عام 2000 بعد الميلاد، حيث قفز المؤشر من 4،36 نقطة إلى 250 نقطة.