البرنامج الأمني في مستشارية الأمن القومي.. وعي المرأة أمان للمجتمع

متابعة/ ميساء فاضل

بغية تطوير وعي ومهارات وقدرات العناصر الأمنية النسوية في مجالات متنوعة، أهمها المجال الرقمي السيبراني، وستراتيجية التقدم التكنولوجي، والتحول وتقنياته في العمل الأمني، وحماية الملفات الرقمية والوثائق المعلوماتية، افتُتح البرنامج التدريبي النسوي الأمني تحت عنوان (وعي المرأة أمان للمجتمع)، الذي أقيم في مستشارية الأمن القومي برعاية رئيس مجلس الوزراء، الذي يهدف الى تمكين المرأة في المؤسسات الأمنية، وتعزيز دورها ومشاركتها في مختلف المهام والرتب، ويعد هذا التدريب أحد أهم ستراتيجيات المجلس الأعلى للمرأة وضمن المبادرات التي أعلنها رئيس الحكومة خلال المؤتمر الأمني النسوي الأول.

مجلة “الشبكة العراقية”، حلّت ضيفة على مستشارية الأمن القومي لتواكب عن كثب آلية وتفاصيل البرنامج التدريبي بحضور عدد كبير من القيادات والنخب والمختصين.
تعزيز فاعلية المرأة
د. مراد العسافي، مدير مركز الأمن السيبراني، مستشارية الأمن القومي، تحدث لنا عن آلية المبادرة وتفاصيل البرنامج، قائلاً:
“نيابة عن مستشار الأمن القومي، افتتحنا برنامجاً تدريبياً جرى تصميمه بالشراكة بين مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة ومركز الأمن السيبراني في المستشارية، وأقره المجلس الأعلى للمرأة تحت شعار (وعي المرأة.. أمان للمجتمع) بحضور عدد من القيادات الأمنية البارزة.
يأتي هذا البرنامج ضمن المبادرات التي أعلنها رئيس الوزراء خلال المؤتمر الأمني النسوي الأول، ويهدف إلى التمكين التقني والعلمي والمؤسسي للمرأة في قطاعي الأمن والدفاع، من خلال التدريب والتوعية في مجالات الأمن السيبراني والسياسات الأمنية ومهارات القيادة والتخطيط. ويُدار البرنامج من قبل مركز الأمن السيبراني بالتعاون مع قسم شؤون المرأة ومركز النهرين للدراسات في مستشارية الأمن القومي، تحت إشراف مجلس وكلاء الأمن الوطني، ويستهدف النساء العاملات في الوزارات والأجهزة الأمنية والعسكرية لتعزيز مشاركتهن في حماية الأمن الوطني العراقي، والتأكيد على أهمية دور المرأة في الاستقرار الوطني، باعتبار البرنامج خطوة ستراتيجية لدعم وتمكين الكوادر النسائية في المجال الأمني ودعم استقرار المجتمع العراقي بشكل عام.
تحديات المجال الرقمي
وحول أهداف البرنامج التدريبي تحدثت لنا د. سرى غضبان، المسؤولة في مركز الأمن السيبراني – مسشارية الامن القومي، قائلة:
“يهدف البرنامج التدريبي الى تطوير مهارات وقدرات العناصر الأمنية النسوية في مجالات متنوعة أهمها المجال الرقمي السيبراني الذي يتماشى مع البرنامج الحكومي في ستراتيجية التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي واستخدام التقنيات الحديثة الرقمية في العمل الأمني وحماية الملفات والبيانات الرقمية والوثائق المعلوماتية وكذلك بناء القدرة على اتخاذ القرارات السريعة في المواقف المعقدة والتركيز على تنمية المهارات الشخصية الرقمية والتنمية البشرية والقضايا المجتمعية الشائكة المنتشرة، التي باتت تشكل أحد أهم التحديات المؤثرة على الأمن والسلامة في المجتمع والعمل.” مضيفة: أن “البرنامج يركز على تزويد المشاركين بالمعلومات اللازمة للتعامل مع التحديات الرقمية الأمنية الحديثة والتعامل باحترافية عالية.”
وتابعت غضبان: أن “هذا البرنامج يسعى إلى بناء الثقة المتبادلة بين أفراد القوة الأمنية والجمهور، من خلال تحسين الأداء وتعزيز قدرة العاملين على التأقلم مع المواقف المختلفة، كما أنه يركز على بناء القدرات في الجوانب الرقمية والتكنولوجية ومواضع الأمن السيبراني، بما يتواءم مع ستراتيجية الأمن السيبراني العراقي.” مشيرة إلى أن “البرنامج يعد الأول المتخصص في هذه الجوانب المتطورة، وأنه قائم على دمج العناصر الأمنية النسوية العاملة في أكثر من قطاع بما يعزز الاندماج والتعامل بين القطاعات، وزيادة الوعي في تطوير البرامج الأمنية، وتعزيز الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية، وتشجيع النساء أيضاً على الانخراط في الأجهزة الأمنية.” مبينة “أننا نسعى من خلال هذا التدريب إلى إعداد عناصر أمنية قادرة على القيام بدور فعال في حماية الوطن والمواطنين، وضمان الأمن والاستقرار في جميع الظروف.”
تذويب عقبات الاندماج
عن دور وزارة الدفاع في موضوع التدريب النسوي، تحدثت لنا رحاب حميد الغزي، من المديرية العامة للموازنة والبرامج في الوزارة، قائلة:
“هناك دور فعال لوزارة الدفاع في دعم الكادر النسوي بالورش والدورات واللقاءات مع العناصر المؤثرة والداعمة، وكوني إحدى منتسبات مديريات مكتب الأمين العام، أجد كل الدعم والتشجيع وإعطاء فرص أكبر لي ولكل المنتسبات.” مضيفة: أن “هذا التدريب يخدم المجتمع، وخاصة المرأة، وكل الفئات مستهدفة في وزارتنا للتدريب وإبراز مهارات النساء، عن طريق إشراكهن في الورش والدورات والمناصب واتخاذ القرارات، كل من منصبها. والتدريب له دور مهم في تطوير مهارات العنصر النسوي ومساواة المرأة مع أقرانها من الرجال، وهذا له تأثير إيجابي في المجتمع، كونها عنصراً فعالاً ومؤثراً.”
وعن فكرة دمج العناصر الأمنية النسوية مع القطاعات الاخرى وما الغرض منها، أضافت الغزي:
“لا توجد عقبات في وقتنا الحالي، بل العكس، الرغبة شديدة للاندماج بالسلك العسكري والجهاز الأمني، ونسبة النساء في وزارة الدفاع قرابة الأربعة آلاف منتسبة، وكذلك في الداخلية أحد عشر ألف منتسبة. وهذا دليل الرغبة وتقبل المجتمع وجود المرأة في الوزارات الأمنية، فالخطة في تذويب العقبات هي توعية المرأة للمطالبة بحقوقها ضمن الضوابط والقوانين”.
تدعيم الجانب الثقافي
المعلمة في دائرة إصلاح الأحداث زينب نمر عطية، تحدثت لنا عن دور الدائرة فيما يخص التدريب النسوي، معتبرة أنه “يخدم دور المرأة ويحثها على الاشتراك في مثل هذه الدورات، بما يسهم في تطورها المهني، خاصة “نحن المهنيين، الذين نتعامل مع الأحداث والشباب المودعين بسبب ارتكابهم أعمالاً مخالفة للقانون. فهذه الدورات تساعدنا في عملنا لتحسين الدعم النفسي والاجتماعي ومهارات القيادة ومرونة المجتمع، فتساعد على المفاهيم الأساسية لدمج التواصل والممارسة الإبداعية في القيادة وإعادة التأهيل وبناء السلام ورفع مستوى ثقافة الموظفات في العمل. “