#خليك_بالبيت
أحمد سميسم /
فنانة تعشق فنّها حدّ الوله، تربّت وسط أسرة فنية استثنائية فوالدها الفنان الكبير عزيز خيون ووالدتها الفنانة القديرة الدكتورة عواطف نعيم، بدأت رحلتها في عالم الأزياء عام 1992 من دار الأزياء العراقية، فأبهرت كلّ من شاهدها وهي تستعرض قوامها الرشيق على منصات دور عرض الأزياء الدولية، فمثلت العراق خير تمثيل في مختلف بلدان العالم الأوربية والعربية في أميركا، وفرنسا، وباريس، وإيطاليا، وفنزويلا، والأردن، وتونس، ودبي ودول اخرى.
هي فنانة تمسك أكثر من تفاحة بيد واحدة لطموحها الكبير وسعة أفقها، لذا ولجت مجال رقص الباليه عندما كان عمرها 6 سنوات قبل أن تحترف عملها في مجال عروض الأزياء، فحقّقت نجاحا كبيرا فيه، فضلا عن عملها في المعترك الإعلامي فعملت في كثير من القنوات الفضائية العراقية بصفة مراسلة صحفية.
عارضة الأزياء وراقصة البالية “أيار عزيز خيون” حلّت ضيفة عزيزة على “مجلة الشبكة العراقية” فكان معها هذا الحوار.
* بداية اثار انتباهي اسمك “أيار” على ما يبدو هناك قصة مرتبطة به؟
– نعم هناك قصة، جدتي رحمها الله كانت تريد تسميتي (مريم) تيمناً بمريم العذراء، لكن والدي أصر على تسميتي أيار كوني ولدت بشهر أيار وأيضا حباً بمناسبة عيد العمال الذي يصادف 1 أيار من كل سنة، كذلك اسمي معناه (ورد النوار) الذي يزهر بشهر أيار أيضا، واختي كذلك ولدت بذات الشهر اسمها “نوار” هذه قصة اسمي باختصار.
* خضت العمل في مجال الأزياء والباليه والإعلام أيّهما الأقرب إلى نفسك؟ ولماذا لم تستمري طويلا في مجال الإعلام؟
– حتما الأقرب إلى نفسي مجال الأزياء شغفي ومتعتي به، حتى أنّني لم أفكر في الجانب المادي عند دخولي مجال عروض الأزياء، بل كنت أفكر كيف أرفع اسم بلدي وتأريخه وحضارته عبر العروض وتجسيدي لكثير من الشخصيات التأريخية، أما مجال الإعلام فأحبه أيضا، كانت تجربة رائعة أضافت لي الكثير ولم استمر به كوني أردت أن اتميّز وأبرز عبر هويتي الأساسية الأزياء.
* لماذا لم نجدك في عالم التمثيل على الرغم من أنك من أسرة فنية، فوالداكِ لهما باع طويل في مجال التلفزيون والمسرح؟
– التمثيل كان هاجساً يطاردني منذ الصغر، وعندما كبرت أحببت أن أخوض مجال التمثيل على خطى أبي وأمي، وكان أصدقاء والدي يقولون له بنتك مشروع ممثلة ناجحة، لكن والدي كان له رأي خاص في موضوع دخولي مجال التمثيل، فكان متحفظاً منذ البداية من منطلق أنه لا يريد لي أن أواجه المتاعب والمعاناة الذي واجهته سابقا، لذا كان يفضّل أن أبقى في مجال الأزياء، لكن مؤخرا سمح لي أن أخوض تجربة التمثيل بمتابعته، رغم أن والدتي كانت مرحبة بالفكرة منذ البداية، علما أنّي مثّلت في تمثيلية عراقية اسمها (عنفوان الأشياء) عندما كنت صغيرة، مؤخرا عرض عليَّ عدد من الأعمال الدرامية داخل العراق وخارجه لكنّي اعتذرت خوفا من جائحة كورونا أخشى أن أنقل العدوى إلى البيت، أن شاء الله التمثيل خطوتي المقبلة وبقوة مهما كلّف الأمر وأتمنى ان نكون عند حسن الظن.
* كيف كان دخولك لفن الباليه؟
– دخلت فن البالية عندما كان عمري 6 سنوات، وتدربت على أيدي كبار الأساتذة من داخل العراق وخارجه، بعدها عملت في مجال الأزياء، وأستطيع القول إني آخر عنقود الراقصين في الباليه في دار الأزياء العراقية، لأنّ كثيراً من الزملاء انسحبوا لأسباب الهجرة أو الزواج أو أمور أخرى، لذا بقيت أنا متواصلة حتى يومنا هذا لعشقي لهذا الفن.
* ما الشرارة الأولى التي دفعتك لتدخلي عروض الأزياء؟
– الشرارة الأولى لدخولي مجال عرض الأزياء هو تأثري بالأساتذة في مدرسة الموسيقى والباليه الذين تعلّمت منهم أصول فن الأزياء، كونهم يمتلكون شهادات من موسكو ومؤهلين للتدريس بطريقة احترافية وأيضا في ذات الوقت هم عارضو أزياء، لذا كنت أتمنى أن أصبح بمنزلتهم وبإمكاناتهم العالية في هذا الفن بدعم وإسناد من مؤسّسة دار الأزياء العراقية فريال الكليدار، وكنت من الناس المحظوظين كوني اخترت الوجه الإعلاني لدار الأزياء العراقية ومثلت العراق في أكثر من محفل دولي ووقفت على أكبر المسارح الأوروبية المهمة وسجلت حضورا لافتا حينها، وتصدرت صوري عدداً من المجلات الأوربية والعربية.
* برأيك ما المقومات التي من خلالها تصبح عارضة الأزياء ناجحة ومشهورة؟
– الجمال، لكن ليس أي جمال بل جمال بملامح مميزة ومبهرة، والقوام الجميل والثقافة والأتكيت في التعامل، فضلا عن الطول فيفضل طول عارضة الأزياء 170 سم فما فوق بالنسبة لي طولي 171سم، بالتأكيد هذا ليس الطول المثالي لعارضة الأزياء لكن استطعت أن أنجح واتميّز بطريقة العرض الخاص بي ما أضفى جمالا على موضوع طول القوام.
* كانت لك كثير من العروض الفنية خارج العراق، أي منها ترك بداخلك أثراً طيباً؟
– عرض باريس ترك بداخلي أثراً كبيراً كونه كان عرضا مبهرا لا ينسى في كل المقاييس، وبعدها يأتي عرض واشنطن أيضا من العروض المحبّبة لديّ جدّاً.
* ما الشيء الذي تسعين إلى تحقيقه بشغف؟
– أسعى وحلمي أن أصبح نجمة سينمائية مشهورة، هذا الحلم يراودني منذ الصغر وسأحققه بإذن الله، وأنا الآن بصدد دراسة التمثيل في الولايات المتحدة الأمريكية، ربما تسألني لماذا الولايات المتحدة؟ لأنّها ستفتح لي أبواب هوليوود في المستقبل وهذا ما أخطط له.
* بكل صراحة هل كان والداك هما سبب حظوظك وحصولك على الفرص في مجالك الفني؟ بمعنى لو لم يكن الفنان عزيز خيون والفنانة عواطف نعيم في حياتك هل ستصلين إلى هذه المرحلة؟
– هذه نقطة جدّاً مهمة وأعاني منها! أنا احترم وافتخر بأبي وأمي اللذين صقلا موهبتي ثقافيا وفنيا وتربويا، لكن لا أحبّ أن يرتبط نجاحي بهما، وإن لم يكونا في حياتي سأحظى بنفس الحظوظ والفرص التي لاقيتها بسبب أني امتلك موهبة فطرية، ولديّ الطاقات والإصرار على العمل بعيدا عن لغة (الواسطات) التي قد يعتقد بها البعض كوني من أسرة فنية معروفة.
* برأيك ما السمات الشخصية التي تجعلك وجهاً مناسباً لعروض الأزياء؟
– هناك سمات ربما لا تتوفر عند الأخريات، منها أني أستطيع أن أجيد تقمّص العديد من الشخصيات التي لعبتها في عروض الأزياء، فمثلا تجدني أجسد الشخصية التأريخية بكل تفاصيلها وكأنني فعلا ملكة قادمة من التأريخ، فضلا عن الشخصيات الأخرى.
* إذا ما تسنّت لك فرصة العودة في الزمن واختيار مهنة من جديد، ماذا ستختارين؟
– أختار التمثيل بكل تأكيد.
* أيّ دور أزياء تتمنين أن تمشي على منصة عروضها في المستقبل؟
– حلمي ان أمشي على منصة عرض (ديور).
* هناك من ينظر إلى عروض الأزياء بنظرة قاصرة ويضعها في خانة (البطر والترف) بماذا تعلقين؟
– هذا صحيح، ليس فقط في خانة البطر والترف بل في خانة غير المرغوب بها، كلام الناس لا يهم إذا كان قصده التسقيط، لذا أنا امرأة لا التفت للوراء مطلقا بل أنظر إلى الأمام وأعيش اللحظة، والواقع بصرف النظر عما سيحصل بعد دقائق مثلا، فضلا عن تعرضي لكثير من النقد القاسي والتنمر في حياتي العملية، لكنني واصلت المشوار وتغلبت على كل الأقاويل.