محمود خوام /
بعد أيام قليلة، تستضيف مدينتنا البصرة خليجي 25، حدثٌ انتظرناه كثيراً، وجرى التجهيز له على أكمل وجه بمدينة وملاعب رياضية تعد الأفضل في الشرق الأوسط، إذ سوف تصبح مدينة البصرة قبلة لدول الخليج العربي بكل زوارها، حين تتزين بأعلام دول الخليج.
بطولة سيزينها سندباد، البحار العراقي الذي سيكون تميمة البطولة، الذي يمثل ازدهار الحضارة العربية، سندباد البحار الذي قام بسبعة أسفار وواجه المخاطر والوحوش، وفي النهاية نجح واستطاع تفادي المخاطر، سندباد سيمثل وجه مدينة البصرة في الخليجي، لتكون رسالته أن سندباد هو البصرة.
العراق عاد إلى احتضان إخوته العرب، والبصرة عادت لتكون نافذة العراق على الخليج العربي. العراق الذي ظلمه الحظر لسنوات طوال، رغم جاهزيته، عاد ليجمع إخوته العرب في بلاده ويعلن أن العراق عاد ليحتضن الخليج والعرب في بلاده، إذ قرر أهل البصرة فتح بيوتهم من أجل استضافة أشقائهم العرب، وذلك بعد نفاد حجوزات الفنادق. وبكل تأكيد لا يمكن أن ننسى دعم دول الخليج وشوقها للعودة إلى العراق، ولاسيما بعد سلسلة من عمليات تطوير المنشآت الرياضية في العراق لتصل إلى المعايير العالمية، ومن الأفضل في الشرق الأوسط.
تحدث الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، عن تطور منشآت العراق الرياضية حين قال: “لقد لمسنا مدى التقدم الحاصل في البنى التحتية والمنشآت الرياضية من خلال الزيارات المتكررة للجنة التفقدية.”
يذكر أن العراق استضاف بطولة كأس الخليج للمرة الأولى عام 1979 في العاصمة بغداد ، وحينها توج بلقب النسخة الخامسة. وهذه هي المرة الثانية للعراق باستضافة البطولة، وقد قسمت فرق البطولة إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: العراق، واليمن، والسعودية، وعمان.
المجموعة الثانية: البحرين، والكويت، وقطر، والإمارات.
ويعد منتخب الكويت أكثر منتخب فاز بالبطولة، إذ فاز بها عشر مرات، بينما فاز كل من العراق والسعودية وقطر بالبطولة ثلاث مرات، فيما فازت الإمارات وعمان باللقب مرتين، ومرة واحدة فازت بها البحرين، بينما فشل اليمن بالفوز.
وستجري مباريات البطولة في ملعبين:
– ملعب جذع النخلة.
– ملعب الميناء الجديد.
وجرى افتتاح ملعب جذع النخلة عام 2013، وهو يتسع إلى 65 ألف متفرج، ويعد أكبر ملعب في العراق، ويمثل وجه البصرة الرياضي، وهو مستوحى من النخلة، الشجرة التي تشتهر بها مدينة البصرة. كما يعد ملعب جذع النخلة جزءاً من المدينة الرياضية التي بلغت كلفتها أكثر من 550 مليون دولار. كذلك يوجد ملعب ثانٍ في المدينة الرياضية يتسع إلى 20 ألف متفرج، و4 ملاعب تدريبية على مستوى عالمي، ومسبح أولمبي عالمي، وبرج يصل يبلغ ارتفاعه 150 متراً، بالإضافة إلى فنادق وأبنية لاستقبال الزوار، ومستشفى رياضي وملاعب للتنس ومجمعات تجارية وملاعب سلة وطائرة.
كذلك جرى تجديد ملعب الميناء ليصبح مهيأً حسب المعايير العالمية، إذ يتسع لنحو 30 ألف متفرج وجرى الانتهاء من تجديده قبل فترة قصيرة، ونال أعجاب الصحفيين والبعثات الخليجية.
وبكل تأكيد لم يتوقف اهتمام مدينة البصرة بالملاعب الرياضية فقط ، فقد جرى تجديد الطرق والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة للمدينة من أجل أن يشعر الزوار بأنهم في مدينتهم، وذلك بتوفير كافة وسائل الراحة للزوار، كما استنفرت كل الأجهزة الأمنية، بتوجيه من مجلس الوزراء لتوفير كل المستلزمات من أجل إنجاح هذه البطولة، فيما تحدث محافظ البصرة أسعد العيداني قائلاً إن “بطولة خليجي 25 ستكون من أنجح البطولات.”
وسيدخل منتخب العراق، رفقة مدربه الإسباني كاساس، البطولة وهو يبحث عن الفوز، بسبب خبرة كاساس الكبيرة في الكرة الأوروبية، وتحديداً في نادي برشلونة، كذلك لا يمكن نسيان أنه من رجال إنريكي، مدرب إسبانيا السابق، وأيضاً من أهم كشافي المواهب في الكرة الإسبانية في السنوات الأخيرة. وجرى وضع خطة شاملة من أجل مشروع كاساس مع الكرة العراقية، الذي يهدف إلى إيصال العراق إلى مونديال 2026، وتعتبر بطولة الخليجي نقطة بداية في مشروعه، إذ جرى استدعاء (23) لاعباً هم:
(جلال حسن وفهد طالب وأحمد باسل ومناف يونس وعلي فائز ومصطفى ناظم وزيد تحسين وعلي فاضل وحسين عمار وضرغام إسماعيل وأحمد يحيى ومحمد عبود وأمير العماري وريوان أمين وإبراهيم بايش وحسين علي وأحمد ياسين وحسن عبدالكريم وحسين جبار وأسو رستم وعلاء عباس ومؤمل عبد الرضا وشيركو كريم).
فيما سيغيب عن القائمة عدد كبير من اللاعبين المحترفين في الدوريات العربية والأوروبية بسبب ارتباطاتهم مع أنديتهم مثل أيمن حسين لاعب المرخية القطري، وأمجد عطوان لاعب الشمال القطري، وزيدان إقبال لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، ومهند جعاز لاعب دي سي يونايتد الأمريكي، وميرخاس دوسكي لاعب سلوفاتسكو التشيكي، وهيران أحمد لاعب ثون السويسري.
في النهاية.. فإن العراق، والبصرة تحديداً، جاهزان لاستقبال خليجي 25، جاهزان لاستقبال العرب في أرض العراق المقدسة، الأرض التي شهدت أهم حضارات التاريخ، الأرض التي رفضت دائماً الانحناء أمام التحديات، الأرض التي دائماً ما كانت تفتح ذراعيها لكل العرب، العراق أرض المثقفين العرب والكتب والتاريخ، ستكون بصرته بوصلة الخليج ولإخوتنا في الخليج العربي والوطن العربي كله نقول لكم:
“البصرة ديرتكم”.