حوار/ أحمد الكعبي/
هو الرادود الحسيني العراقي الذي ولد في كربلاء سنة 1966م، واشتهر صوته المدوي حين اعتلى المنبر الحسيني وهو في سن الثالثة عشرة من عمره لرثاء أهل البيت عليهم السلام. ازدادت شعبيته بشكل كبير في تسعينيات القرن المنصرم، حين قام بالمشاركة في المجالس الحسينية في العديد من الدول العربية وأوربا والولايات المتحدة،
لا يمر شهر محرم ورايات الحزن ترفرف حزناً على مصاب أهل البيت، إلا تناقلت الناس قصائده التي تقطر وجعاً للمصاب الجلل، كما حمل صوته الشعائر الحسينية وقضايا ثورة الحسين عليه السلام، مجلة “الشبكة العراقية” التقت الكربلائي وحاورته في حديث لا يخلو من الجرأة والصراحة:
*بعد الشعائر الحُسينية المُباركة التي شدا بها الحاج باسم الكربلائي بصوته ونبرة شجنه، وبعد تقديمه قصائد بلغاتٍ مختلفة، ماذا عن الذي يقدمه الآن؟ هل من توقف أو جديد واستمرار بعد هذه المسيرة؟
– إن دأبنا وسعينا منذ بداية مسيرتنا بالخدمة الحسينية المباركة، هو أن نوصل مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) إلى كل العالم، وهذا العمل لم ولن يتوقف أبداً، إذ كانت لنا في العام الماضي قصيدة باللغة الفارسية، وإن شاء الله نجهز لما هو جديد وبلغات عدة، كما قدمنا قصائد لثمانية شعراء وثلاثة موزعين من دول عدة.
-ما رد الحاج باسم الكربلائي على من انتقدوه وقالوا عنه إنه اتخذ أسلوباً هجومياً ضد بعض منتقديه، وقام بتسخير المنبر الحسيني الشريف كأداة لدفع الضرر عنه أو ما شابه ذلك؟
-لم نرد على أحد عبر المنبر الحسيني، بل إن كل ما نقرأه على المنبر هو عقائدنا التي نؤمن بها فقط.
*ما سبب تعرضكم بين فترة وأخرى إلى هجمات إعلامية شرسة؟
-إن الشعر والمنبر الحسيني عبر التاريخ هما الوسيلتان اللتان نبين بهما مظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، وكل ما نقرأه هو من كتب علمائنا، وتحت ظل مراجع الدين العظام (أدام الله وجودهم)، ولم أكن مستعداً يوماً أن أجامل على حساب عقيدتنا وديننا الإسلامي الشريف .
* هناك من اعترض على أعمالكم التجارية الخاصة وربطها بأن الربح فيها جاء من خلال الشهرة في المنبر الحسيني والإنشاد.. ما تعليقكم؟
-إن أرقى ما يفعله خادم الإمام الحسين (عليه السلام) هو أن يسعى لحياة كريمة لكسب الرزق الحلال بعزة نفس، دون أن يضطر إلى اللجوء للطلب من الناس، وعليه عملنا على تأسيس أعمال تجارية للرزق الحلال، وهي منفصلة تماماً عن المنبر، بل بالعكس فإن ما ننتجه في هذه الشركة يعزز المسير في الخط الحسيني، وخصوصاً للجيل الناشئ.
– المنبر الحسيني الشريف منبر وعظ وإرشاد، هل طلبت من شعراء قصائد تثير من خلالها قضايا وطنية ومجتمعية عربية تهم الناس والمرحلة؟
-قد أكون أول رادود حسيني قرأ للقضايا العربية والقضايا المجتمعية والوطن والمرجعية الدينية، ولعل قصيدة “بايعت عقلي”، وقصيدة “أصلي عليك أبا الفرقدين”، وغيرهما من القصائد تتكلم عما يهم المجتمع والوطن والشباب الحسيني.
*القصائد الحسينية ذات الطابع الحزين واللحن المرتكز، التي تسمى بالسهل الممتنع، هذا ما لاحظناه في طرحك الأخير، هل هي أطوار مستوحاة من التراث الحسيني؟ أم أنها ابتكار جديد يُضاف إلى إبداع الحاج باسم الكربلائي؟
-إن عصارة أفكارنا وخبرتنا تدفعنا إلى الصعود درجة درجة، كصعودنا على المنبر، فقديماً وقفنا طويلاً على أول درجة، وبعدها بدأنا نصعد، حتى وصلنا إلى هنا، وإن شاء الله تعالى نستمر في الصعود والرقي في أحياء الذكر الحسيني .
*قرأت لشعراء كبار أسهموا إلى حد كبير في نجاحك، هناك من أيد أنك مع الشعراء القدماء كنت أجمل مع قصائدهم واختياراتك لهم، وهناك من أيد الحداثة وقصائد الشعراء الجدد بينهما، ما ردك؟
-في رأينا فإن شعراء اليوم، الذين أقرأ لهم مهمون جداً، مع احترامنا للجميع، فممن نقرأ لهم الآن هم (حوزويون ومثقفون وجامعيون)، وسابقاً كنا نقرأ لعدد قليل من الشعراء، بينما الآن بعدما انفتحنا على الشعراء والأدباء وأساتذة الأدب والشعر الحسيني، فأنني أقرأ حالياً لأكثر من 100 شاعر وأديب من مختلف الدول العربية، كذلك جددنا في أسلوب المنبر الحسيني وطورنا معه الشعر الحسيني.
*المدرسة الحسينية الكربلائية مدرسة عريقة، ما وصيتك للجيل الجديد من الرواديد الذين يعملون خارج نطاق هذه المدرسة وتراثها؟
-إن خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) غير محدودة، ولم تكن يوماً كربلائية أو مقتصرة على منطقة معينة، الإمام الحسين (عليه السلام) للعالم أجمع وليس لفئة واحدة، وعليه فإن لكل شخص طريقته في التعبير عن حب سيد الشهداء (عليه السلام)، فلا قيود هناك على الخدمة الحسينية.
*كيف يرى باسم الكربلائي اختياراته لهذا العام، وما الآتي؟
-ربما كان الأداء والشعر في هذه السنة أفضل مما سبق، وهذا طبيعي، لكنه لا يعني أن العمل السابق لم يكن جيداً، فالإنسان الناجح في كل عام عليه أن يقدم أفضل من الذي قبله، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من تساوى يوماه فهو مغبون، وإن شاء الله العام المقبل نقدم أفضل مما قدمناه هذا العام .
*كلمة أخيرة..
-شكراً لمجلة “الشبكة العراقية” الغراء على هذا الحوار الحسيني المميز .