يوسف المحمداوي – تصوير: بلال الحسناوي /
في كتاباته الأدبية والصحفية نجده دائماً مايرتدي زيّ البطل، وحين تلتقيه حلو المعشر، والجليس الذي لايُمل، يتنفس وتتنفسه الناس، الحاضر وإن غاب، “ضربة جزاء” لا تخطئ الهدف، “ضربة جزاء” هو عنوان عموده الثابت في جريدة العراق، الذي قال عنه الراحل مدني صالح إنه “أفضل عمود في الصحافة العراقية “، لكنه في الواقع عكس ماذكرنا، بعيد عن المجالس كاره وبعنف لمواقع التواصل الاجتماعي، لا مقهى يأويه، لا اتحاد أدباء يغريه، مطلّقاً بالثلاث الظهور في التلفاز، عانينا كثيراً حتى نلتقي به لننعم بمائدتي الطعام والكلام “أنا والزميلان صالح الدليمي وبلال الحسناوي”، لنلتقي بقصير قامة فرض وجوده كعملاق في عالمي الأدب والصحافة.
إنه فارس حوارنا الأديب والصحافي والإنسان حسن العاني الذي وهبنا هذا الحوار الممتع:
محروم من الدنيا والآخرة!
• لقب (العاني) هو اعتزاز ووفاء لمدينة (عنه)، التي لا بد أن يكون لها أكثر من تأثير في مسيرتك الإبداعية، ومن حق المتابع أن يعرف ماهيّة ذلك التأثير؟
– لا أنكر محبتي وانتمائي لتلك الفاتنة التي تغازل الفرات بسحرها، لكن للأمانة أقولها إن (عنه) لم تفرح بولادتي لكوني ولدت في ناحية اليوسفية، ولم تحفل بدراستي التي أنعمت عليّ فيها مدارس بغداد، ولا حتى سكني الذي شرّفني فيه كرخ العاصمة، لكني لا أنكر وراثتي لجينات أجدادي الذين قطنوها، فذرية جدي العاشر(خالد العلي) انقسمت الى فئتين: الأولى دراويش متصوفة والثانية جياع دفعهم جوعهم الى سرقة الطعام من الموسرين البخلاء، وكانت أوامر جينات جدي أن لا أنتمي إلى كلتا الفئتين، ولهذا نشأت وكبرت وأنا لا أصلي ولا أصوم ولم تغرِني أبداً فريضة الحج، وموازاة لمجافاتي فروض الدين، وجدتني لم أزنِ ولم أسرق وفعل الخير من شيَمي، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجانبت الحرام تماماً، وبذلك أضعت نعمتَي الدنيا والآخرة مؤمناً برحمة ربي الرحيم العطوف، هذا هو التأثير الحقيقي لمدينة (عنه) بحفيدها.
للعاني أبوان..!
• هل اكتفت جينات الجد (خالد العلي) بذلك التوريث فقط، أم أن هنالك أسراراً أخرى قد خفيت علينا من حياة العاني؟
– المصيبة الأخرى التي ورثتها، أنني في منطقة ولادتي اليوسفية كان اسمي هو( حسن سبتي فرحان)، ولا زمني هذا الاسم حتى اشتداد عود وعيي، لأكتشف حينها أن اسمي الحقيقي في دفتر النفوس هو (حسن أحمد لطيف)، وحكاية اختلاف التسمية يعود لأمر يُنحِل العود ويَهدّ الوجود على صبي بمثل عمري، لأن (سبتي فرحان) هو خالي الذي تبنّاني بعد وفاة والدتي ولي من العمر سنة واحدة، وماشجعه على ذلك هو أن زوجته كانت عاقراً، فتعهدا بتربيتي وأحسنا وأجزلا في ذلك، لكن اكتشافي للحقيقة بأن والدي الحقيقي هو (أحمد لطيف) كان بمنزلة الطعنة الأولى التي تلقاها جسد طفولتي، والجرح الذي هز براءتي هزاً عنيفاً فاق قدرتي على تحمل تلك الصورة المشوهة من حياتي، فكان المشهد المربك والمركّب الذي عاشته طفولتي هو تنعّمي الإجباري بأبوين أحدهما طارئ في حياتي وهو والدي الحقيقي الذي لم أنعم بتربيته، والآخر هو من جاهد وبذل النفيس من أجل تربيتي ، لكنه طارئ في صلة النسب الأبوي، وقد تكون تلك الحادثة الحجر الأساس في تكوين شخصية العاني الحالية.
• لنترك ماورثته من الأجداد لنعرف ما السر وراء انتقالك من الرواية والقصة القصيرة إلى عالم الصحافة؟
– أنا في الحقيقة لم أنتقل من الرواية، أو القصة تحديداً، إلى الصحافة، فأنا لم ولن أتنازل عن هويتي الحقيقية كأديب، وإلى مرحلة عمرية متقدمة، ولي موقف مضاد للصحافة، لكن في العام 1976 عُينت كمسؤول قسم في جريدة العراق، وبحكم ذلك العمل حاولت الغوص في الكتابة الصحفية، واستحسان زملاء العمل لما كتبت دفعني للاستمرار هذا العمل، ليس حباً له وإنما اتخذته كمصدر رزق لا أكثر.
أديب متآمر على الصحافة!
• وهذا ما يجعل المتابع لموضوعاتك الصحفية يشعر أنها في جوهرها امتداد لخيال قصصي يرتدي “نفنوف” الصحافة، وهنا وضعت النقاد في حيرة التصنيف، هل العاني أديب أم صحافي؟
– تشخيص دقيق ورائع، وهنا أقول إنني كما حرمتني جينات أجدادي من نعمتَي الدنيا والآخرة، حرمني أمراء الصحافة الأكاديمية بذريعة أديب متآمر على الصحافة من خلال نقلي لغة الأدب الى الكتابة الصحفية، وبرأيهم تلك جريمة تعد من الكبائر، لكون موضوعاتي، بحسب رأيهم، لا تلتزم بأصول وقواعد الصحافة وقوالبها الجاهزة، وتزامناً مع ذلك النفي الإجباري من دولة الصحافة، تجدني منفياً بتعسف من دولة الأدب، اعتقاداً منهم بأني أكتب قصصاً صحفية، كما بيّن لي أحد كبار نقادنا الذي فوجئ بروعة مجاميعي القصصية، التي كان يظنها في السابق حكايات صحفية، وبذلك أصبحت أديباً غريباً مطروداً من جنّة الصحافة، وصحفياً غريباً مطروداً من جنّة الأدباء، لكني أقولها بصدق، ومن غير خجل، إن الصحافة هدفي للحصول على لقمة العيش، أما الأدب فهو هاجسي وهمّي في خارطة الإبداع، وأنا غير معني بآراء الآخرين بقدر قناعتي بالصورة الحقيقية التي أعيشها وهي أن العاني أضاع الاثنين من يده.
الأدب مصدرٌ للبؤس!
• استخدامك الحكاية في الصحافة، ألم يأكل من جرف العاني الأديب، ومقولة طه حسين “الصحافة مفسدة للأدب” تؤكد ذلك؟
– لا أخفي عليك هذا الأمر، والكثير من مقالاتي كان بالإمكان أن تصبح قصصاً، والدليل على ذلك أني حوّلت فيما بعد العديد من أعمدتي الصحفية التي اعتمدت فيها الحكاية إلى قصص، نعم، ظلمتني الصحافة لكنها في نفس الوقت سمحت لي أن اقف أمام القصّاب لأشتري منه اللحوم، أو أمام محل للملابس لأنعم ببدلة جديدة أو ربطة عنق، ولو أني فارقتها وتفرغت للأدب لوجدتني اليوم لا أسكن هذه الدار، بل قابع في كوخ أوغرفة مستأجرة، الصحافة هي التي وهبتني حياة رغيدة نسبياً، فالأدب في العراق مصدر بؤس وإدقاع، وشواهد كثيرة لشخوص ورموز مهمة على ذلك في تأريخنا الأدبي.
الصحافة فقدت نكهتها..
• في حوار صحفي تقول إن حرية الصحافة بعد العام 2003 أشبه بحرية الجلوس في المقهى وشتم الحكومة، كتاباتك اليوم هل نجدها ضمن خارطة هذا الوصف؟
– جميع الكتابات بعد التغيير فقدت نكهتها، فما جدوى أن تنتقد والحكومة لا تسمع؟ لذلك أراها اليوم غير مجدية، كنا في النظام السابق نبحث عن ألف حيلة وحيلة من أجل دس كلمة نقد مابين السطور من أجل إيصالها، وأحياناً تأتي تلك الكلمة بمفعولها، أما اليوم فعلى كثرة مقالات النقد التي تصل الى درجة الشتيمة، لكنها للأسف لا تجد الأذن المصغية من قبل الجهة الموجّه لها النقد، وكأن الصحفي يكتب مقالته عن أحداث دولة أخرى وليست في بلده العراق، فالطبقة السياسية في وادٍ والمواطن في وادٍ آخر، لذلك تجد وضع الصحافة اليوم كما وصفته في سؤالك.
• هل تأثر العاني بكاتب معين سواء ممن سبقوه أو من مجايليه، أم أنه وجد لنفسه أسلوباً خاصاً لاينافسه فيه أحد، فهو قد يؤثر ولم يتأثر؟
– أنا في الماضي كنت مهووساً بالرواية والمجاميع القصصية، ولم تكن لي أية رغبة بالاطلاع على مايكتب في الصحافة من مقالات او تحقيقات، بل لم تستهوِني قراءة الصحف إطلاقاً، لذلك لم أتأثر بأحد سواء ممن سبقوني أو الذين جايلتهم، وكنا أنا والزميل داود الفرحان نوصف بكتابة العمود الساخر، ولكن كان لكل واحد منا أسلوبه الخاص، لذا أقول إنني لم أتأثر بأحد، وهذا ليس من باب الاستعلاء وإنما هي الحقيقة.
• من تأثر بالعاني؟
– (حاول التهرب من الإجابة معتذراً).. لكن بعد الاصرار من قبلنا قال: نعم تأثر بي العديد من الأسماء الصحفية المهمة، ولكني أتحفظ عن ذكرالأسماء متمنياً لهم النجاح في عملهم.
الكتابة بأسماء مستعارة
• في عملك كصحفي في فترة النظام السابق كتبت العديد من المواضيع تحت اسماء مستعارة سواء أكانت حقيقية أم وهمية، ما الذي فرض تلك الاستعارة وماولدته من مشكلات؟
– في فترة عملي بمجلة (ألف باء) التي كان يترأسها كامل الشرقي، أصبحنا في فترة الحصار نعاني من شحة المواد المترجمة، فكلفني الشرقي بإعداد مواضيع فنية عن الفنانين العرب وزودني بمجلات تساعدني في هذا العمل، وكنت أذيلها باسم مستعار هو”أيمن حبيب العمر”، والحقيقة استهوتني تجربة الاسم المستعار، وقد يكون السبب الرئيس هو كوني من الرافضين جداً لتكرار اسم الصحفي أكثر من مرة في المنشور الواحد، وبالنسبة للأسماء المستعارة فقد مرّت بمرحلتين، الأولى مع فترة الحصار وكتبت نحو (120) موضوعاً عن المدن العراقية تحت اسم “عبد الله العراقي”، وكتبت عموداً فنياً تحت اسم “بكر علي عبد الله”، وكتبت الكثير من المواضيع تحت أسماء مستعارة، والمرحلة الثانية بدأت في العام 1999 بعد منعي من الكتابة وكنت حينها مسؤولاً عن ملف المدن العراقية، وأصر المرحوم أمير الحلو على بقائي في القسم على الرغم من قرار المنع، وبقيت أكتب تحت أسماء مستعارة وهمية، لكن تلفوناً من مكتب “عدي صدام حسين” بيّن للمرحوم أمير الحلو أن تلك الأسماء المستعارة هي لحسن العاني، ما اضطر الحلو الى حرق جميع المقالات التي كانت بخط يدي، واضطرني كذلك إلى تكليف بعض أسماء العاملين في المجلة إلى كتابة مواضيعي بخطهم وتنزيلها في المجلة بأسمائهم ومنهم “المرحومة أطوار بهجت، جواد الحطاب، عذراء السامرائي، راجحة عبود”، وهناك أسماء من خارج المجلة مثل الفنان الراحل يوسف العاني.
كتاباتي وتحمل اسم غيري..!
• هنا يستوقفني سؤال مهم، كيف ترتضي تلك الأسماء التي ذكرتها أن تنشر مواضيع بأسمائهم وهي ليست لهم، وإذا كانت هناك مكافآت لما ينشر فهل هي لهم أم للعاني؟
– أنا أشرت إلى هذا الأمر في أكثر من مرة، وحيّيت فيهم موقفهم الشجاع، لأنه لو كشف الأمر لكانوا أول المعاقَبين عليه، وللتأريخ أقولها إن حسن العاني لم يكرَّم من قبل صدام حسين على أي موضوع صحافي، لكنه كرّم الزميل “جواد الحطاب” على موضوع من كتابتي وأعطاني الحطاب مبلغ التكريم كاملاً، وهناك مكرمات وزارية شملت العديد من الأسماء التي كانت تنشر مواضيعي بعد منعي من الكتابة وكانت حصتي المبالغ النقدية منها، ولا توجد لدينا مكافآت سواء لي أو لتلك الأسماء من قبل المجلة لكوننا نتقاضى مرتبات شهرية منها، وأنا أعترف اليوم بأن هناك بحدود(1500) مادة صحفية منشورة في العراق وخارجه، هي من كتابتي وتحمل اسم غيري! وأتمنى أن تكون لمستقبل الإنترنيت القدرة على تشخيصها وإبعاد خارطة التزييف عنها من أجل كشف الحقائق.
• حسن العاني على الرغم من خوضه الغوص في بحرَي الأدب والصحافة، لكننا نراه دائماً بعيداً عن الأضواء، هل هو اعتكاف، أم غرور واستعلاء، أم ماذا؟
– مسألة الابتعاد عن الأضواء أعزوها إلى فترة طفولتي، وقد كان عمري عاماً واحداً حين فقدت والدتي، فقام خالي وزوجته بتربيتي ، كنت ممنوعاً حتى من لمس الراديو أو الخروج من البيت لعشرة أمتار وغيرها من الأمور وهي من باب الخشية عليّ، فرُبيت تربية انطوائية لا تصدق، وهذا الجذر الطفولي تعاظم مع تقدمي في العمر، لذلك تجدني بعيداً جداً عن التلفاز، أو المقهى، أو التجمعات الأدبية والصحفية، وإلى الآن لا يمتلك العاني أية مواقع على صفحات التواصل الاجتماعي، والأسباب هي مابينته لكم .
لم يسلَّط الضوء على أدبي..
• للعاني ست مجاميع قصصية تبدأ من (سيد الأشجار) عام 1980 وتنتهي بـ ( ليلة الاحتفاء بالحرية) عام 2015، لمن تعطي الأولوية في الأهمية لقصة من تلك المجاميع؟
– أضع قصتي (المرأة والنرجس) في المقدمة وهي من مجموعتي القصصية الثالثة (ليلة رأس السنة)، والقصة الأخرى التي أعتز بها كثيراً هي (ليلة الأحتفاء بالحرية)، ولأهميتها جعلتها عنواناً لمجموعتي القصصية السادسة التي صدرت في العام 2015، وللأسف لم يسلَّط الضوء عليها وأشعر بمظلوميتها من قبل النقد، وقد يكون للرمزية الجنسية العالية فيها السبب في ذلك، على الرغم من كونها تتحدث عن مراحل محاولات إسقاط النظام السابق، وهذا مابيّنه بعض النقاد ذوي الخبرة والاختصاص في عالم السرد، وأشير أيضاً إلى قصة مهمة وهي (رقصة الموت) من مجموعتي الخامسة الصادرة 2004، وكان بالإمكان أن تتحول إلى فيلم سينمائي لما تمتلكه من أدوات ومرتكزات العمل السينمائي.
أنا الولد الغبي !؟
• روايتك (الولد الغبي) التي لم يجِز طبعها الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي في زمن النظام السابق لكونها كتبت ضده، هل كانت التسمية التي أطلقها الأب على الابن (الولد الغبي) هي وصف للمجتمع المهادن في تلك الحقبة، أم أن المقصود هو الابن فقط؟
– أقولها بصدق، كان المقصود بالولد الغبي هو الابن فقط، وقد يكون لسؤالك تأويل نقدي آخر بشأن المجتمع، ولكني قصدت الابن ووصفته بالغباء لأمور واقعية، لأن طريقة منعي من الكتابة بيّنت لي بأني كنت مخدوعاً بشخصية صدام لكونه البطل الوحيد في العراق، فاندفاعاته الشبابية وقراراته في ذلك الوقت كنت أظنها بطولية لا يستطيع غيره الإقدام عليها، لكن الأيام برهنت عكس ماظننت، لذلك أطلقت على شخصية البطل (الولد الغبي)، وأنا أشكرك جداً لأنك نبهتني الى مسألة مهمة وهي هل يمكن إطلاق تلك التسمية على الابن فقط أم المجتمع برمّته.
عملية منعي من الكتابة هي أحد أسباب إطلاقي اسم (الولد الغبي) على روايتي الأولى وهي واضحة جداً لشخوصها على العكس من قصتي (ليلة الاحتفاء بالحرية) التي كانت فيها الرمزية عالية جداً، وحصرياً لمجلة “الشبكة العراقية” أعلن عن إتمامي لروايتي الثانية وهي بعنوان (عيادة الحاج مهاوي) التي تأخر نشرها لأسباب مادية فقط تفرضها بعض دور النشر على المطبوع، وسترى النور قريباً مجموعتي القصصية السابعة.
• “عزيزي عزوز”.. دهشة الأجوبة للقارئ، هل من الممكن معرفة بعض أسرار تلك الصفحة؟
– تلك الصفحة تعاقب على كتابتها العديد من الأسماء وأنا كنت أحدهم، فقد سبقني في البداية كما سمعت داود الفرحان، تلاه بكتابتها رضا الأعرجي، ثم أنا، وهناك احتمال قد تكون شخصية أخرى سبقت الفرحان في كتابتها ، أما من جاء بعدي فهو أحد الإداريين في مجلة ألف باء واسمه ضياء البدري وقد نجح فيها بامتياز على الرغم من كونه شخصية غير معروفة إعلامياً، وأنا استمررت في كتابتها لمدة عامين، وهي صفحة متعبة جداً، وكنت في وقتها أعدها صفحة غير مهمة، لذلك تجدني غير مؤرشف لها شأنها شأن مواضيعي الأخرى، علماً أن البريد الذي يصل إليها يضاهي مايصل إلى جميع أقسام المجلة بأكملها، وهي متعبة لكوني أحياناً أعيد صياغة حتى الأسئلة التي تصل بالبريد، والبحث عن أجوبة مختصرة وساخرة ليس بالأمر الهيّن.
• يلاحظ انك كثير العناية بما يعرف بـ “الكتابة وراء السطور”.. أين يكمن السبب؟
– الصحفي الذي لا يكتب بالحبر الأبيض عندما تغلق أمامه منافذ الحبر الأزرق عليه أن يتخلى عن المهنة، ويبحث عن عمل يناسبه في سوقَي الشورجة أو مريدي.
• هل فكرت يوماً بالعالمية وشهرتها؟
– لو تحررت من خوفي الداخلي في يوم من الأيام واقتنعت بأنني أجيد الكتابة فقط، وليس الإبداع فيها لربما راودتني مثل تلك الأفكار، ومن يعرفني عن قرب يعرف بأنني أهرب من وسائل الشهرة ما وسعني الهرب.. البعض يشتهيها ويسعى إليها، لكن لكل امرئ من دهره ما يؤمن به ويرتضي.
• المرأة في حياة حسن العاني؟!
– هي، وليس غيرها، من يعطي الحياة سبب ديمومتها، أنا أتنفس عشق المرأة، إنها بالنسبة لي، قبل أية إعتبارات أخرى، جرح لو أندمل أفقد نكهتي وتوقدي، أو ابتسامة لو ذبلت سقط الكون.. إنها أعتى دكتاتورية تستحق الاحترام الى حد التقديس.