أحمد رحيم نعمة /
أكثر من ثلاثين عاما والكرة العراقية تعاني الحصار الرياضي على ملاعبنا لأسباب متفرقة، إلا انه في الفترة الاخيرة بدأ التحرك الدبلوماسي الرياضي الذي كان مثمراً عندما تم رفع الحظر الجزئي، حيث كان المنتخب السعودي أول المنتخبات التي شاركت العراق أفراح رفع الحظر وقد حضرت بعده منتخبات عربية عدة الى ملعب جذع النخلة في البصرة لبطولة الصداقة الدولية التي شاركت فيها منتخبات قطر وسوريا والاردن، والفرحة الكبيرة كانت احتضان العراق لبطولة غرب آسيا التاسعة على ملعبي كربلاء واربيل.
بطولة غرب آسيا ..مسابقة رسمية..
أخيراً قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الموافقة على اعتماد بطولة غرب آسيا التاسعة في العراق كمسابقة رسمية معترف بها، وهي اول بطولة رسمية يحتضنها العراق، وجاء قرار الفيفا باعتماد بطولة غرب آسيا، ضمن نشاطات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد التقارير التي رفعتها اللجنة المشرفة على البطولة بالجاهزية، وشاركت في البطولة تسعة منتخبات هي منتخبات العراق، لبنان، سورية، فلسطين، اليمن، الأردن، السعودية، الكويت، البحرين.
من بغداد إلى كربلاء
مبادرات رائعة قامت بها وزارة الشباب والرياضة والشركة العامة لسكك الحديد العراقية، حيث قامت الشركة بتسيير عدة قطارات الى كربلاء لنقل مشجعي المنتخب العراقي الذي خاض مبارياته على ملعب كربلاء، كما قامت وزارة الشباب والرياضة بتخصيص حافلات عدة لنقل المشجعين من مقر الوزارة الى ملعب كربلاء لتشجيع المنتخب العراقي في مبارياته.
غرب آسيا … استعدادية لتصفيات كاس العالم
يقول حسن احمد مدرب منتخب الشباب العراقي السابق ان بطولة غرب آسيا التاسعة هي بمثابة محطة أستعدادية للمنتخب الوطني العراقي للدخول في غمار تصفيات كأس العالم ونهائيات أمم آسيا في نفس الوقت، فهذه البطولة تأثرت فنياً بغياب المنتخب الإيراني البطل القياسي بـ 4 ألقاب بعد انسحابه من اتحاد غرب آسيا، لكن مع غياب المنتخب الإيراني القويّ يمكن القول إن المنافسة كانت مُتقارِبة على اللقب.. صحيح أن أبرز نجوم المنتخبات لم يشاركوا في البطولة ولاسيما منتخب السعودية الذي شارك بلاعبين شباب والحال نفسه بالنسبة لمنتخبات البحرين والاردن والكويت، بالاضافة الى ذلك ان بعض نجوم العراق لم يشاركوا مع منتخب أسود الرافدَين في هذه البطولة في مقدّمهم علي عدنان ومهند علي، لكن اللاعبين الشباب قدموا مستوى جيدا خلال المباريات. الشيء الاهم الذي نبحث عنه هو استضافة العراق لاول بطولة بعد حصار رياضي طويل ونجاحه في تنظيمها بدرجة جيدة، بل ان الكادر التدريبي للمنتخب العراقي سيستفيد كثيرا من هذه البطولة لرفع جاهزية الفريق خاصة وان التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كاس العالم لم يبقَ على انطلاقتها إلا وقت قصير.
نجاح تنظيمي
فيما تحدث الخبير الرياضي العراقي محمد سالم عن بطولة غرب آسيا ومدى استفادة المنتخب العراقي منها قائلا: حقيقة وبدون مجاملة ان العراق نجح باستضافة بطولة غرب آسيا التاسعة من ناحية التنظيم الجيد والحضور الجماهيري الرائع، لقد كان الافتتاح على ملعب كربلاء رائعا، وهي بداية لعمل مميز عندما نستضيف البطولات المقبلة، فالمنتخب العراقي برغم عدم التحاق البعض من لاعبينا المحترفين إلا ان الفريق قدم مجهودا مميزا في أغلب مبارياته نال من خلالها اعجاب المتابعين، وهذه البطولة كانت فرصة كبيرة للمدرب كاتانيتش للوقوف على التشكيلة الثابتة للمنتخب في مبارياته المقبلة المهمة لتصفيات كأس العالم، نتمنى ان تكون التشكيلة العراقية المقبلة ثابته وقوية يمكن لها ان تقول كلمتها على أديم المستطيل الاخضر وتتاهل الى نهائيات كاس العالم وهو مانطمح اليه جميعا.