مجلة الشبكة /
بمناسبة يوم المرأة العالمي، تستعرض مجلة “الشبكة العراقية” أسماء نساء نحتت أسماؤهن بحروف من نور في تاريخ العراق الحديث، وكن ملهمات حقيقيات في الشجاعة والتضحية والعلم والعمل الدؤوب لأجيال من أقرانهن. ونحن إذ نستذكر هذه المجموعة من النسوة فإننا ننحني احتراماً وتقديراً لكل امرأة مكافحة ومضحية وصابرة ومجتهدة ومربية فاضلة ومزارعة معطاء في العراق.
فالمرأة العراقية، بوجهها البشوش وابتسامتها الساحرة، تمنحك قلبها وروحها، من دون أن تتخلى عن صلابتها وعزيمتها، تطاول الشجاعة في إقدامها، أما الصبر فكأنه قد خلق لها.
بطولاتٍ فذة وإنجازات هائلة للمرأة العراقية المقاتلة التي شاركت، وتشارك، في الدفاع عن وطنها وبنائه، وهناك عشرات النساء ممن سطرن أروع الأمثلة في البسالة والتضحية، وواجهن أصعب التحديات وقدمن أروع الصور في العطاء والصبر والتضحية.
إنهن نسوة العراق، أهزوجة نخوة الأبطال، ورمز الفداء والتضحية، ومصدر إلهام للمضحين في بلدنا العظيم.
بنت الهدى
بنت الهدى الصدر، أو الشهيدة الصدر، هي آمنة الصدر (1937 – 1980م)، شقيقة المفكر والمرجع الديني الشهيد السيد محمد باقر الصدر، كما أنها كاتبة وناشطة عراقية في مجالات السياسة والثقافة الدينية، لها العديد من المقالات التي كانت تنشر في مجلة (الأضواء) النجفية، كما أن لها مجموعة قصصية، وأشعار.
أدركت السلطة قوة شخصية بنت الهدى منذ الاعتقال الأول للشهيد الصدر 1971 م – 1391 هـ وظهر صبرها وجلدها أثناء الاعتقال الثاني للشهيد الصدر 1977 م-1397 هـ، أما في الاعتقال الثالث 1979م-1399هـ فقد خرجت في يوم اعتقاله 17 رجب تخطب:-
“ايها الشرفاء المؤمنون هل تسكتون وقد أعتقل مرجعكم .. هل تسكتون وإمامكم يسجن ويعذب, ماذا ستقولون غداً لجدي أمير المؤمنين إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم؟ اخرجوا وتظاهروا واحتجوا.” فخرجت الجماهير في عموم المحافظات، ما اضطر النظام الى إطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام .
أقدمت حكومة البعث على اعتقال الشهيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدى في يوم السبت 19 جمادى الأولى سنة 1400 هـ، الموافق 5/ 4/ 1980 م، وبعد ثلاثة أو أربعة أيام جرى تنفيذ حكم الإعدام بالسيد الصدر وأخته العلوية آمنة الصدر.
نزيهة الدليمي
ولدت في بغداد عام 1923م ودخلت كلية الطب عام 1941م. شغلت منصب وزيرة البلديات في حكومة عبد الكريم قاسم. انضمت إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948م. شغلت منصب الوزارة في نهاية فترة الخمسينيات حين قبلت دعوة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم.
بعد انقلاب 8 شباط 1963، أصدرت محكمة الثورة في 4 نيسان 1964 حُكماً بإعدامها، ثم خفف الحكم إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة، ثم أُعفي عنها لاحقاً وسمح لها بالعودة إلى العراق.
غادرت العراق في عقد السبعينيات من القرن العشرين، وتوفيت في ألمانيا بعد صراع مع المرض عام 2007م عن عمر ناهز الـ84 عاماً. دفنت بمقبرة الشيخ معروف الكرخي في بغداد .
وفي عام 2009 أصدر مجلس الوزراء العراقي توجيها لأمانة العاصمة العراقية بغداد بإقامة تمثال لنزيهة الدليمي، لتعتبر أول شخصية نسوية يُقام لها تمثال في العراق.
زها حديد
زُها حديد.. واسمها الكامل زُها محمد حسين حديد اللهيبي، معمارية عراقية بريطانية، وُلدت في بغداد لأسرة موصلية الأصل يوم 31 تشرين الأول 1950 وتُوفيت في ميامي يوم 31 آذار 2016. والدها محمد حديد، الوزير الأسبق للمالية العراقية بين عامي 1958-1960م. ظلت زها تدرس في مدارس بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، ثم حصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971.
حظيت بشهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية
أعلنت أمانة بغداد مؤخراً عن تسمية أحد شوارع العاصمة باسمها، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
لميعة عباس عمارة
شاعرة عراقية محدثة، ورائدة من رواد الشعر العربي الحديث، تعد أحد أعمدة الشعر المعاصر في العراق. ولدت في بغداد، وعاشت أغلب أيام غربتها في الولايات المتحدة إثر هجرتها من العراق في زمن صدام حسين، وتوفيت هناك. أجادت في لوني الشعر العربي الفصيح والشعبي العراقي. حاصلة على وسام الأرز تكريماً من الدولة اللبنانية لمكانتها الأدبية.
الطبيبة سانحة أمين زكي
ولدت سنة 1920 في مدينة بغداد واسمها الكامل سانحة بلقيس-تخرجت في طب بغداد 1943.
الأستاذة سانحة أمين زكي، أستاذة مادة الفارماكولوجي وعلم الأدوية في كلية طب بغداد، حاصلة على شهادة الماجستير من جامعة لندن 1965.
هي الرائدة في الطب وأول طالبة في الكلية الطبية, نشأت في عائلة ضمت الأصول العربية والكردية والتركمانية، لكنها بقيت عراقية في الصميم.
فكتوريا نعمان
ولدت فكتوريا عام 1921 في مدينة البصرة جنوبي العراق، أكملت دراستها الثانوية في بغداد. التحقت بكلية الحقوق عام 1941، وكانت واحدة من بين ثلاث طالبات وحيدات في الدفعة من بين مئتي طالب.
أسست في عامها الخامس عشر فرعاً نسائياً لجمعية بيوت الأمة كان شعاره “مكافحة الفقر، والجهل، والمرض”. كما ترأست تحرير ملحق الناس الأسبوعي النسوي في جريدة (الناس) البصرية.
أصبحت أول مذيعة راديو عراقية في عام 1943 بعد أن استمع إليها مدير إذاعة بغداد آنذاك حسين الرحال وهي تلقي كلمة في حفل في الكلية فأعجب بأدائها ودعاها إلى العمل في قسم الأخبار في الراديو.
زكية حقي
تعتبر زكية أول قاضية عينت في العراق والوطن العربي، وقد ولدت في عائلة كردية فيلية معروفة في العاصمة بغداد نهاية عقد الثلاثينيات.
عرفت زكية بحبها لطلب العلم، لذا أكملت دراستها الجامعية في الحقوق بجامعة بغداد بدرجة امتياز عام 1957، كما حصلت على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات السويسرية عام 1966، ثم حصلت على شهادة ماجستير في القانون من جامعة بغداد بدرجة امتياز أيضاً في عام 1972. بعدها حصلت على الدكتوراه في القانون الدولي من إحدى الجامعات الأمريكية.
عملت كمحامية منذ تخرجها حتى تعيينها كأول قاضية في العراق في 9 شباط / فبراير 1959 خلال فترة حكم عبد الكريم قاسم، في المحكمة الشرعية ببغداد.
لها بحوث ودراسات كثيرة ومقالات منشورة عن خروقات حقوق الإنسان في العراق ودور المرأة العراقية في تسريع نسبة التطور الاقتصادي في المجتمع.
أمية ناجي جبارة
الشهيدة البطلة الشيخة أمية ناجي جبارة، المستشارة، تنحدر من عائلة عُرفت بتصديها للمجاميع الإرهابية، وتحديداً تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له.
قدمت عائلة أمية العديد من الضحايا كان في مقدمتهم والدها الشيخ ناجي الجبارة شيخ عشيرة الجبور، وآخرون، أثناء محاولة الإرهاب احتلال مدينتها قاومت الشهيدة ببسالة تنظيم داعش الإرهابي حتى نالت الشهادة.
ريام ناجي
الدكتورة ريام ناجي، الأستاذة في كلية العلوم، الحائزة على جوائز عالمية عدة عن بحوثها البايولوجية، إحدى نساء العراق الملهمات اللائي يفخر بلدهن بهن وبمنجزهن العلمي.
أم قصي.. أشجع نساء العالم
المرأة التي تفخر بإنقاذها عدداً من طلبة الكلية العسكرية الذين نجوا من مجزرة سبايكر، إذ صارت درعاً لحمايتهم من تنظيم مجرم يطلب رؤوسهم ورأس من يحميهم، نالت جائزة (أشجع امرأة في العالم)، استقبلها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وكرّمها بوسام الوطن من الدرجة الخامسة تثميناً لعملها الوطني وتأكيداً على الوحدة الوطنية. واعتبر العبادي أن “العمل الذي قامت به أم قصي يعد مثالاً للأم العراقية الطيبة والشجاعة، وهو نابع عن الأصالة والأخلاق والإنسانية والاعتزاز ببلدنا.” لكن أولادها كانوا يتطلعون إلى أن يخصص رئيس الوزراء السابق راتباً ملائماً لها أو حتى يساعد بتعيينهم في وظائف حكومية.
زهراء فاضل.. أميرة الطب
تخرجت الدكتورة زهراء فاضل في الكلية الملكية الآيرلندية بمرتبة الشرف الأولى، إذ حصلت على المركز الأول في أغلب المراحل، ومنها في امتحان معادلة الشهادة الأمريكية، حين نالت درجة قياسية عالمياً وهي (256)، وبفضل هذه الدرجة حصلت على أعلى مكافأة طبية من الكلية الملكية بإرسالها للتدريب على جراحة الدماغ والأعصاب في أعلى مركزين طبيين في أمريكا هما John’s Hopkins و Mayo Clinic.
كما شاركت في تأليف كتاب مشترك مع بروفيسور فرنسي، يدرس إمكانية وجود بدائل فعالة للبكتيريا المقاومة، إضافة إلى إنجازها ونشرها اثني عشر بحثاً علمياً في جميع أرجاء العالم، ونتيجة لهذا الإنجاز نالت أكثر من ستة عشر ترشيحاً وجائزة مرموقة في مجالي الطب والبحث العلمي. سيرة مدهشة لسيدة عراقية أثبتت، وبجدارة، قدرتها على صنع العلم.
أم الشهيد ترعى الجميع..
أم حسن، التي تبتسم بوجه المارة في السوق، تبيع الخضراوات الطازجة لساعات طوال، ومنذ سنين عديدة، لتعيل أبناءها بعد استشهاد زوجها في حرب الخليج الأولى، حيث كان يحل مكانها في السوق، ثم استشهاد ابنها عام ٢٠١٥ في معركة العراق ضد داعش الإرهابي.