أميرة محسن – تصوير: بلال الحسناوي /
الرياضة النسوية في العراق لم تكن حديثة التأسيس إذ تأسس أول نادٍ نسوي في العراق في العام 1924، وهو نادي (النهضة النسائية) ورافق ذلك التأسيس العديد من المعارك الاعلامية بين المنادين بحرية المرأة والرافضين لوجودها في الساحة الرياضية، ومع ذلك شكلت الهيئة الادارية لذلك النادي من الطبقة المتحررة من العراق ومن تلك الاسماء (نعيمة السعيد، أسماء الزهاوي، ماري عبد المسيح، فخرية العسكري).
وفي خمسينيات القرن الماضي شكلت فرق نسوية داخل أندية مختلطة منها الشباب والاتحاد والاعظمية والآثوري والأرمني، وفي ستينيات القرن الماضي أجيز أول نادٍ نسوي في العراق وهو نادي الفتاة، كما أن تنظيم دوري نسوي بكرة السلة قد ابتدأ في عام 1968 وقد ضمت الدورة الأولى كلا من (نادي النهضة، نادي الكرخ، نادي الأعظمية، النادي الأرمني، النادي الآشوري، ونادي الأمانة)، ثم توالت الاندية النسوية سواء في بغداد وبقية المحافظات العراقية وبالاخص في الاقليم، وعلى الرغم من قدم كرة السلة النسوية الا أنَّها لم تتقدم على المستوى العربي أو الآسيوي لكونها لم تحظَ باهتمام ورعاية المسؤولين عن الرياضة في جميع الحكومات المتعاقبة على قيادة البلد.
ولتسليط الضوء على كرة السلة النسوية حاورت مجلة الشبكة العراقية إحدى لاعبات السلة وهي اللاعبة هاجر علي التي تميزت منذ صباها بمواصفات جسمانية تؤهلها أن تكون رياضية متميزة وساعدها طولها الفارع في أن تتألق في عالم كرة السلة بتشجيع من المدربين رغم حبها وإجادتها للكرة الطائرة. أجادت في مباريات مع سلة الخطوط ، الإسكان، الكرخ لتستقر أخيراً مع نادي الشمال، هاجر علي حدثتنا عن مسيرتها الرياضية ومعشوقتها كرة السلة وأحلامها وطموحاتها والرياضة النسوية وكان هذا الحوار.
… *بدايتك الرياضية متى كانت؟
– بداية مسيرتي الرياضية لاعبة في تربية الرصافة الثانية بمدرسة اليرموك، وكنت أمارس كرة السلة والطائرة عام 2010.
* لماذا اخترت السلة هل كانت صدفة أم هنالك أسباب أخرى؟
– حقيقة..الصدفة هي التي جعلتني أمارس كرة السلة، لقد شاهدني مدربي الطيب زياد إبراهيم صدفة فاختارني لكرة السلة بسبب طولي المميز، بعدها بدأت أبرز من بين لاعبات السلة بسبب تطور مستواي فيها، إذ لعبت لفريق الخطوط ومن ثم قضيت أربعة أعوام لنادي الإسكان، ولعبت أيضا لنادي الكرخ، وحاليا مع نادي الشمال.
*هل كان للأهل دور في مسيرتك الرياضية؟
– نعم كان للأهل دور فعال في دخولي عالم الرياضة، إذ شجعتني والدتي على دخول هذا العالم الجميل ووقفت معي طيلة فترة ممارستي لهذه اللعبة، كما ساندني شقيقي في دخول هذا المضمار الرياضي.
*ماذا تمثل لك شارة الكابتن؟
– أشعر بالفخر بهذه الشارة وهي دليل على تميزي باللعبة عن غيري وهو استحقاق وثمرة المجهود الذي قدمته خلال السنوات السابقة.
*ماذا تعني لك الرياضة.. والسلة خاصة؟
– الرياضة عالمي الذي أبدع فيه، منذ الصغر وأنا أعشق الرياضة، أما كرة السلة فهي مستقبلي الذي أضمنه أكثر من اسمي.
*الدوري السلوي فقير، ما هي الأسباب بنظرك؟
– نعم إنه فقير جداً إذا ما قورن مع أية لعبة أخرى، كذلك من ناحية اللاعبات والخبرة وابتعاده عن الأضواء والإعلام، نحن نطالب الصحافة والإعلام بتسليط الضوء على الرياضة النسوية والسلة خصوصاً.
*ما مواصفات لاعبة كرة السلة؟
– أن تكون ذكية، فالذكاء مطلوب قبل الطول لأن لعبة كرة السلة لعبة الثواني، أي تتغير النتيجه بثوان، فضلا من امتلاك اللاعبة اللياقة البدنية العالية، لأن اللعبة تعتمد بالدرجة الاساس على اللياقة البدنية.
*كيف تجدين الرياضة النسوية في العراق؟
– رياضتنا النسوية بعيدة عن الأضواء وعن الأنظار وعن الاهتمام، ولا أعرف لماذا، هل هو الوضع والتقشف أم شيء آخر؟، لكن برغم هذا الإهمال نحن وغيرنا من الفرق النسوية نحرز المراكز المتقدمة في البطولات، سواء كانت عربية أم محلية، نحن نطالب من خلال مجلتكم الغراء المسؤولين عن شؤون الرياضة بتسليط الضوء والاهتمام البسيط، فنحن نصف المجتمع.
*ما مشاريعك المستقبلية لهذه اللعبة؟
– أنا الآن في مقتبل العمر، وسأواصل مسيرتي الرياضية مع فريق نادي الشمال، واذا وصلت إلى عمر الاعتزال سوف أتجه نحو التحكيم لأكمل مسيرتي الرياضية.
*إنجاز رياضي ما زال في ذاكرتك؟
– أي فوز حققته أعتز وافتخر به، لكن يبقى الفوز الذي حققته مع نادي الخطوط في الموسم الماضي عندما مثلته له أهمية كبيرة في حياتي، لأني اجتهدت كثيرا في إنجازه، هذا الفوز كان ثمرة جهودي الكبيرة التي قدمتها في المباريات.
* لو لم تكوني لاعبة، فأي المهن التي تعجبك؟
– مقدمة برامج أو عارضة أزياء.
* في أي مرحلة دراسية؟
-أنا اختصرت طريقي مبكرا وأنا حاليا موظفة ولديَّ عملي الذي أحبه.
* مثلك الاعلى في الرياضة؟
– مثلي الأعلى افتخار جمعة اللاعبة القديرة، تحياتي لها أين ما كانت، إنَّها مظلومة ولَم تأخذ فرصتها الحقيقية في عالم الرياضة.
*هل تتابعين أخبار الرياضة العالمية وأي ناد تشجعين؟
– نعم أتابع الأخبار الرياضية لجميع الالعاب، وأشجع نادي برشلونة ومعجبة بثقة كريستيانو رونالدو بنفسه.
*هل تتابعين الموضة والازياء؟
-أنا لا اهتم للموضة بالرغم من حبي للأزياء، أنا ارتدي الذي يعجبني وليس ما تفرضه الموضة.
* والتسوق ماذا عنه؟
-أعشقه بجنون، أنا بنت، وهل توجد بنت لا تحب التسوق، خلال فترة راحتي أذهب دائما للتبضع واقتني بحسب قناعاتي.
*بماذا تنصحين الفتيات؟
– لا تكوني فتاة تحلم بِـرجُل فقط، إقرئي ، تثقفي، ازدادي نُضجاً وجمالاً ! ثم كوني فتاةً يتمناها ألف رجُل.
*هل تطمحين للاحتراف؟
-نعم أطمح ومن الله التوفيق.
* تمنياتك؟
– أن تحظى الرياضة النسوية العراقية بمتابعة ودعم من قبل المسؤولين على الرياضة، كونها تمثل العراق في المسابقات الخارجية، لا سيما أن الساحة الرياضية مليئة بالمواهب في مختلف الالعاب، ومتابعة الانجازات الكبيرة لبطلات العراق في المسابقات الخارجية، أملنا كبير في دعم الرياضة النسوية من قبل المسؤولين، نتمنى ذلك.
*كلمة أخيرة لمن تقولينها؟
– شكر خالص لكل من أشرف على تدريبي ووقف معي خلال رحلتي الرياضية، كما اتقدم بالشكر الخاص لك ولمجلتكم الرائعة التي تسلط الضوء على الرياضة العراقية بجميع ألعابها واتمنى من الله أن يحفظ العراق ويبعد عنه شر الوباء.