كاظم نصار/
يجب تدويل حادثة انفجار الكرادة عاجلا أم آجلا ..انتهت لغة الشعر ولغة الخطابة ولغة الدعاء للشهداء بالجنة ولذويهم بالصبر والسلوان فهذا شغلنا نحن.. شغل الناس. أما من يتصدى للمسؤولية فشغله مختلف حتى لو كلفه ذلك منصبه أو حياته، فهذه دماء ناس وليست لعبة.. فليس اسوأ من أن يحترق شباب أبرياء بالنابالم وتحترق عوائل باكملها، منها وصل الى 10 أفراد من عائلة واحدة وأطفال كالملائكة.. ولكن مهلا.. انتهى زمن الشعر السياسي مطلوب تقرير مهني محترف يفيد القضية بتفاصيلها وأن شئت نحتاج الى فريق دولي متخصص بالتحقيق.
ليس اسوأ من أن تظل جثث الشهداء لساعات وساعات حتى تنتشلهم الأيدي مقطعين.. ليس اسوأ من أن لانتعرف على هوياتهم.. ليس اسوأ من تلك القيامة التي نفذها داعش ووقفت وراءها امكانيات دولة.. ماذا تريد تلك الدولة وما أهدافها؟ ذلك شغل المتصدي للمسؤولية.. اذهبوا الى العالم فلاخوف ولايحزنون، فالضحايا من مختلف مكونات الشعب مسلمون سنة وشيعة ومسيحيون وكرد وتركمان والفاجعة واحدة.. عوائل من أرقى مانعرف وشباب ولا اجملهم وأطفال يوجعون القلب والضمير.. منذ الساعات الأولى للتفجير ادركنا أن وراءه زومبيز أكلي لحوم البشر استخدموا أبشع اسلوب للحرق الأوسع ولكنهم ليسوا وحدهم.. نعم.. هذه مهمة التحقيق.. داعش ومن ورائها وليس كما يقول واحد معتوه من أن داعش لاتستهدف الا المواقع العسكرية.
تفجير الكرادة بكل مافيه هو لحظة فارقة.. لحظة لاتعود الى الوراء.. شغل الهواة لايمحيها لكنه يؤخرها.. الضحايا ستظل تبصق بوجوه من يؤخر الكشف عن قاتليها.. الرحمة للشهداء والجنة.. والصبر والسلوان لعوائلهم ومحبيهم.