علي الهاشمي /
يتوقع بعض المعنيين في شؤون التربية أن العام الدراسي الجديد (2022-2023) سيشهد تنافساً شديداً بين الطلبة والتلاميذ في مدارس العراق كافة بعودة جميع القوانين التي تحث على التفوق (الإعفاء الفردي والشامل، التسريع، العودة للعلمي والأدبي، إلغاء نظام الكورسات)، ويرافق ذلك افتتاح فروع عديدة في التعليم المهني، والغاء التكييف، والعودة الى المناهج المتكاملة، تقابل ذلك استعدادات واسعة من قبل المديريات العامة للتربية في عموم العراق،فهل سيكون هذا العام الجديد عاماً يؤسس لمرحلة حاسمة بعد تلاشي خطر (كورونا)؟
سوق للذكاء العراقي!
قد لا يصدق البعض بأن الذكاء العراقي يحرز درجات متقدمة في العالم، (دقوا على الخشب)، فالتلاميذ الصغار يحصدون المراكز الأولى في رياضيات العصف (الذهني)، بل نذهب أبعد من ذلك إذا قلنا إن (سوقاً عالمية أنشئت لشراء العقول العراقية)!
ونعجب من أن الحكومة العراقية لا تنتبه الى هذا الأمر، فالرغم من أزمة (كورونا)، فإن وزارة التربية لم تستطع إيقاف المعدلات الكاملة (100%)، وذلك الإقبال الواسع على كليات الطب والهندسة، برغم ما يقال عن المدرسة العراقية، وما يواجه الطالب والتلميذ العراقيين من الأجواء الحارة والعواصف والمنغصات الأخرى.
ذوو الاحتياجات
ربما تدفعنا النشاطات المحفزة التي قامت بها المديرية العامة للتربية في محافظة ديالى، قبل بدء العام الدراسي الجديد، الى أن نختار أول المتحدثين فيها، فالأستاذ (حسن نامق خورشيد)، مدير الإشراف التربوي في محافظة ديالى، الذي جاء بإنجاز جديد، نتج عن فعل تعاوني بين أولياء الأمور والمدرسة، بإعطاء دروس تقوية مجانية الى الأطفال المشمولين بالتعليم الإلزامي، تتضمن برامج تربوية وتعليمية وترفيهية متنوعة تهدف الى تهيئة هذه الشريحة من الأطفال واستعدادهم النفسي للتكيف مع بيئة المدرسة.
يقول (خورشيد): “لن نكتفي بهذا، بل قررنا إعطاء دروس من المنهج الدراسي المقرر الى ذوي الاحتياجات الخاصة يومي الجمعة والسبت ليكونوا على أتم الاستعداد للعام الدراسي الجديد.”
تأهيل المدارس
من محافظة ديالى الى بغداد، نحن في ضيافة المديرية العامة لتربية الرصافة الثالثة في مدينة الصدر، وحال وصولنا استقبلنا المدير العام لتربية الرصافة الثالثة الأستاذ (حسين العبودي) الذي اصطحبنا في المساحة الجغرافية لمدارس المدينة، حيث نراه يوجه منتسبي قسم الأبنية المدرسية بالذهاب الى المدارس بأنفسهم لمتابعة التأهيل والصيانة لكل مدرسة تحتاج الى ذلك، ثم عرجنا معه الى قسم الإدارة والتجهيزات، فقال لمنتسبيه: وفروا المستلزمات المطلوبة لخلق بيئة جاذبة للطلبة، وهيئوا الرحلات المدرسية لضمان جلوس مريح للتلاميذ والطلبة.
أيام العطل
من جانبه، يبين مدير قسم الإدارة والتجهيزات في تربية الكرخ الثانية الأستاذ (رعد شخير فالح) كيف أن مديريته استغلت أيام العطل لتجهز المدارس بكل ما تحتاجه من المستلزمات والقرطاسية والكتب والأثاث بمتابعة حثيثة من المدير العام للتربية (الدكتور قيس الكلابي) الذي كان يحضر في أثناء عملية التجهيز حتى بعد انتهاء الدوام الرسمي.
ونحن نواصل تنقلنا بين المديريات العامة للتربية وجدنا المدير العام للتربية في محافظة بغداد الكرخ الثالثة الأستاذ (سعد صابر عباس الربيعي) يحث جميع أقسام التربية، وهو في حضور دائمي معهم: “نريد أن نستعد مبكراً لبدء العام الدراسي الجديد ٢٠٢٢ /٢٠٢٣ بكل عزيمة وإصرار في أن يكون عاماً حافلاً بالتفوق والنجاح لجميع أبنائنا التلاميذ والطلبة.”
ويسترسل قائلاً: إن “المديرية حرصت، قبل بدء العام الدراسي الجديد، على توزيع الكتب المنهجية والقرطاسية المتوفرة في مخازن مديريتنا، وما جرى تسلمه من مخازن وزارة التربية لتوزيعه بين الطلبة والتلاميذ، مع أن عدم إقرار الموازنة الاتحادية أثر بشكل كبير في تمويل طبع الكتب المنهجية.”
ثم أخذنا بصحبته لزيارة بعض المدارس التابعة للكرخ الثالثة، ليقول: “جميع مدارسنا، طبقنا عليها حملة (مدرستي أجمل وانظف) بالتعاون بين إدارات المدارس ومجالس الآباء والمعلمين من أجل تأهيل وتنظيف المدارس.”
سد الشواغر
يضيف المدير العام: أن “المديرية أنهت تسوية الملاكات وتوزيع المحاضرين وسد الشواغر في مدارس المديرية، وسيكون الإعلان عنها قبل موعد بدء العام الدراسي.” ودعا جميع الهيئات التعليمية والتدريسية أن يكونوا على أهبة الاستعداد لاستقبال الطلبة والتلاميذ، وجعل المدارس بيئة جاذبة ومحببة لهم من خلال توفير الأجواء التعليمية المناسبة.
مؤكداً: “لقد عملت المديرية على زج العديد من ملاكاتنا التربوية في دورات تدريبية متقدمة، ولاسيما دورات emis بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف من أجل إحداث نقلة نوعية في التحول من النظام الورقي الى النظام الإلكتروني في العديد من مهام الإدارة المدرسية.”
ومن الكرخ الثالثة التي مقرها في مدينة الكاظمية المقدسة الى وزارة التربية، وبالذات الى المديرية العامة للمناهج التي أفردنا لمديرها العام (الدكتور رياض العمري)، المتعاون دائما معنا، ليقول لنا: إن “الوزارة ألغت تكييف المناهج، إذ أن العام الدراسي الجديد سيكون حضورياً بامتياز، كما أن جميع المواد الدراسية -بما فيها الاجتماعيات- مطلوبة من الطلبة والتلاميذ، وأن الوزارة ستعتمد كتاب الفيزياء التطبيقية للسادس الإعدادي العلمي.”
وبيّن أن “من الكتب المؤلفة حديثاً، التي دخلت حيز التنفيذ، هو كتاب اللغة العربية للصف السادس الإعدادي، أما الكتب الباقية فهي ذاتها لم يطرأ عليها أي تغيير، ونأمل بطباعة كتاب التربية الأخلاقية (لأول مرة)، وعلى وفق قرارات الوزارة، وكذلك إلغاء تنوع التعليم ونظام الكورسات، كما أعيد النظر بتقسيم الدرجات للمناهج الدراسية، ولاسيما بعد إلغاء نظام الكورسات، وتهيئة المناهج بما يتناسب مع القرارات الجديدة.”
شتلة وقبول!
ومن وزارة التربية في الباب الشرقي الى منطقة المنصور، حيث المديرية العامة للنشاط الرياضي والمدرسي، لنجد مسؤولة شعبة التربية البيئية والحدائق المدرسية في وزارة التربية، (المهندسة الزراعية ناهد إياد) في استقبالنا هناك، وبعد استراحة قصيرة قالت: إن “العام الدراسي الجديد (2022-2023) سيشهد حالة جديدة لمعالجة العواصف الترابية، وذلك سيكون أحد متطلبات القبول في الصف الأول الابتدائي، وذلك بجلب التلميذ شجرة أو شتلة الى المدرسة، وسيكتب اسم التلميذ عليها، ويكون هو المسؤول المباشر عنها لمدة ست سنوات، طبعاً بمساعدة الإدارة والمعلمين، كما أن التلميذ حر في اختيار نوع الشتلة أو الشجرة، لكن يفضل التركيز على المزروعات المقاومة للجفاف.”
وأوضحت أن “المديرية العامة للنشاط المدرسي والرياضي لها تنسيق مع أمانة بغداد والبلديات في المحافظات من ناحية التشجير وتزويد المدارس بالشتلات.”