أيهما أخطر: فايروس كورونا أم فايروس الفساد؟

#خليك_بالبيت

رجاء الشجيري /

أرغمنا تفشي الوباء على متابعة أخبار حالات الإصابة والشفاء التي نترقب سماعها يومياً، وأرغمنا في الوقت نفسه على سماع ادعاءات تفشّي فيروس الفساد، لا نقصد الفساد الروتيني الذي عهدناه في الكثير من مؤسسات الدولة، بل الفساد الخاص بكورونا!
مزاعم كثيرة تتحدث عن مظاهر الفساد المختلفة التي، للأسف، تنوعت وتلاعبت بحياة الناس، مستغلة هلعهم وحاجتهم، سنتطرق لبعضها. وبدءاً نقول إن هناك من ساعدنا في الوصول إلى الحقائق، وهناك من رفض تماماً أي تعاون وامتنع عن الرد على استفساراتنا عن ضجة الاتهامات، مثل عدم رد وزارة الصحة على سؤالنا بشان ما أثاره نائب سابق عن وزير الصحة وطلبه مخصصات مالية لشراء مستلزمات مواجهة كورونا بـ ١٥٠ مليون دولار! وما بين حقائق وإشاعات (السوشيال ميديا) أو مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أبداً أن تخفى الحقيقة إن كان هناك بحث جاد عنها..
بداية مشوارنا تنطلق من سؤال: أين اختفت المساعدات التركية بعد وصولها إلى مطار كركوك؟ ماذا نعرف عن مصنع فايروس اليمامة؟
فندق وباء اليمامة!
تداولت وتشاركت صفحات الفيسبوك قصة هذا الفندق الذي أطلقوا عليه اسم (وباء)، وبين من نشر القصة شخصيات إعلامية تقول: يتم أولاً استيفاء 300 دولار على تذكرة الطيران قبل العودة إلى العراق عن كل فرد، بالغاً كان أم طفلاً، من عمر سنتين فصاعداً، بصرف النظر عن كون العائلة ستحجر في الفندق أو لا، وعند النزول من الطائرة تؤخذ جوازاتهم ثم يحشرون في حافلات نقل الوفود والمسافرين مع حقائبهم اليدوية التي كانت معهم داخل الطائرة ليذهبوا إلى فندق “وباء يمامة” بعد أن كان اسمه “فندق اليمامة” الواقع في شارع السعدون، وهم مرغمون على الذهاب إليه، ثم يجري توزيعهم على غرف الفندق.
وقد تحدث بعض نزلاء اليمامة عن وضع الغرف البائس، وعن قيام إدارة الفندق بغلق الأبواب بالسلاسل الحديدية!
ووصل الحال بإحدى العوائل أن دفعت 1500 دولار لغرفة لم تبق فيها سوى ست ساعات تقريباً! وهناك من أشار إلى أن حاملاً واحداً للفيروس دون أن يظهر عليه أي عارض قد يتسبب بإصابة العشرات وبضمنهم أفراد عائلته الذين (يُحشر) معهم في الغرفة نفسها.
أما الطلبة العائدون من روسيا (كانت أول طائرة عودة لهم في الثلاثين من أيار الماضي) فقد قالوا إنهم لم يُفحصوا أو يُحجروا أبداً، بل عادوا دون أية إجراءات تماماً. المفارقة أن الطائرة الأخرى للطلبة العائدين من روسيا حُجروا في فندق “وباء اليمامة” ونشروا مقاطع فيديو لتجمّعهم في الفندق وقد أغلقت عليهم الأبواب، حيث مناظر الحجر البعيد كل البعد عن كونه صحياً، إذ كان هناك أكثر من ٢٠٠ طالب.. يقول الطلبة إن كل ثلاثة أو أربعة أشخاص يوضعون في غرفة واحدة وأنهم وبعد مرور أكثر من ٢٤ ساعة على وصولهم إلى الفندق لم يعرضوا على أية لجنة طبية، ولم يُتخذ أي إجراء فحص طبي لفيروس كورونا عليهم، كما صوروا الطعام الرديء والحمّامات (المتسخة جداً) التي تعد بوؤراً مرضيّة وهم يصفون وضعهم هناك بالمعتقل، ومع ارتفاع أصوات الانتقاد لهذا الفندق، تواترت الأنباء عن إغلاقه، ونأمل أن تكون مواقع الحجر صحية فعلاً وبداية للسيطرة على انتشار الجائحة..

اختفاء
ومن أخبار (الفساد): نشرت المواقع الخبرية صورة لكتاب رسمي من خلية الأزمة النيابية إلى وزارة الصحة تتساءل فيه عن اختفاء قسم من المساعدات الطبية التركية المقدمة لعلاج مصابي كورونا في كركوك والموصل، وأشار الكتاب إلى أن المواد (اختفت) أثناء نقلها لمسافة كيلو مترين فقط من مطار كركوك.. اتصلنا بالسيد دلير صمد عثمان، مدير العلاقات العامة – قسم الإعلام والاتصالات في محافظة كركوك وعضو لجنة خلية الأزمة فيها فقال: “إن الإشاعات وكثرة اللغط والكلام والاتهامات في مواقع التواصل انتشرت بكثرة، ولابد من وجود الوثائق التي تؤكد صدقية المعلومات من عدمها، وأضاف: أما بخصوص هذه السرقة التي ذُكرت عن المواد الطبية القادمة من تركيا فقد شُكلت لجنة من دائرة صحة كركوك بشأنها وما زال التحقيق فيها مستمراً وفي انتظار النتائج.. “

وصول الاكتيمرا
بعد الانتهاء من المجلة، تحريراً وتصميماً وقبل صعودها الى الموقع، أعلنت وزارة الصحة عبر موقعها على الفيسبوك بأن الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية أعلنت وتنفيذاً لتوجيهات وزير الصحة والبيئة د.حسن محمد التميمي وتوصية اللجان الاستشارية عن وصول كميات كبيرة من علاج الاكتميرا ومن مناشئ رصينة، وتم توزيع الكمية على دوائر الصحة في بغداد والمحافظات ..

النسخة الألكترونية من العدد 363

“أون لآين -6-”