سنان باسم/
فرصة لها بالغ الأثر على النفس، في التعرف عن قرب على ظروف انتخابات مجالس المحافظات، ولاسيما المرأة، المرشحة والناخبة، كلتاهما في دائرة البحث والحوار، خلال الندوة التي حملت عنوان (دور الإعلام في تعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات) في منتدى الإعلاميات العراقيات، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي جمعت العديد من الأوساط الثقافية والرسمية والأكاديمية، والإعلامية والصحافية ومنظمات المجتمع المدني.
الندوة سلطت في جزئية منها الضوء على أهمية دور شبكة الإعلام العراقي بالتعريف بالمرشحات لانتخابات مجالس المحافظات، وكان لي الشرف في التعريف بتلك الجزئية البالغة الأهمية، إذ تطرقت من خلال الحديث الى الاستضافات المتكررة التي أولتها شبكة الإعلام العراقي أهمية كبيرة للمرشحات الى الانتخابات، وعملية إظهارهن بأسلوب اللقاء أو الملف التعريفي لها، وقد تناولت في خضم الحديث المصاعب التي تواجه الطرفين، المرشحة والناخبة، لاعتبارات اجتماعية ومناطقية، حيث جرى التطرق في مجريات الحوار بين الحاضرين الى أهمية تكثيف المشاركة بين الأوساط الشعبية على المستوى النسوي، بالإضافة الى حرية الاختيار، دون التأثير المباشر من قبل رب الأسرة.
أسباب التراجع
أشارت الآنسة حذام يوسف في كلمتها وإحاطتها، متحدثة عن منتدى الإعلاميات العراقيات، الى أهمية الإعلام العراقي وخطورته والأسباب التي أدت الى التراجع في المتابعة من قبل المشاهد، التي أدت بالتالي الى ضعف المشاهدة، ما يعني اللجوء الى وسائل التواصل الإعلامي، التي تعد المنصة السائدة على مستوى الإعلام الحالي، الذي تلجأ إليه المرشحة من أجل التعريف ببرنامجها الانتخابي. كما تطرقت الى مضامين أخرى تمثلت في التكثيف على التدريب والتطوير لكل المرشحات من أجل الظهور الإعلامي الجيد. كما خرجت بتوصيات تضمنت تعضيد عمل الإعلام مع المفوضية وبقية المؤسسات المعنية بالأمر.
من جانب آخر، جاءت كلمة حملت أهمية واضحة من خلال عضو الفريق الإعلامي في المفوضية نبراس أبو سودة، التي أشارت الى الدور الكبير لمفوضية الانتخابات في التواصل مع هيئة الإعلام والاتصالات بالإضافة الى شبكة الإعلام العراقي، بتذليل العقبات من أجل التعريف بالمرشحات في مختلف انحاء العراق، والتجسير الواضح بين المفوضية وبقية المؤسسات الإعلامية من أجل رفدهم بالمرشحات للتعريف عنهن عبر برامج انتخابية تضيء البرامج الانتخابية للمرشحات.
مساحات حساسة
الندوة تضمنت إضاءة مساحات حساسة على المستوى الاجتماعي، في الظروف المجتمعية التي تحيط بالمرشحة وكيفية تمكنها من ولوج مجلس المحافظة، إذ جرى التطرق الى الظرف الاجتماعي للمرشحة المنافسة لنظيرها الرجل في المناطق الريفية والقروية، التي تحمل طابعاً اجتماعياً معقداً، يختلف بطبيعة الحال مع واقع المرشحة في المناطق الحضرية في مراكز المحافظات والمناطق التابعة لها، إذ تواجه مصاعب تتمثل في أساليب تعريف المرشحة لبرنامجها على مستوى النساء في الأقضية والنواحي والقرى والأرياف، بالإضافة الى إيمان النساء بمرشحة تمثلهن في مجلس تغلب عليه الصفة الذكورية، والمشاركة في صناعة القرار في الحكومة المحلية، وليس إكمال عدد الأعضاء.
الصوت النسوي
بالعودة الى سقف الطموح والبرامج الانتخابية للمرشحات، فقد استطلعت “مجلة الشبكة” آراء عدد من النساء في مختلف المجالات العملية والعلمية في مختلف الحقول المعرفية، إذ طرح الاستطلاع سؤالاً “كيف ترى البرامج الانتخابية للمرشحات؟” فجاءت النتائج أن74 بالمئة من النساء ينظرن الى نظيراتهن بأنهن على دراية بالصوت النسوي وبحاجة الى تمثيله في الحكومة المحلية المقبلة، وبعشرة في المئة من الأصوات أبدين عدم تفاؤل بكل المخرجات التي تضمنتها تلك البرامج الانتخابية، لما لها من سقف عالٍ دون إمكانية تحقيقها وفق الوضع السائد، فيما تحفظت 16 بالمئة من المشاركات في الاستطلاع على تنفيذ المطروح من البرامج من عدمه.
انتخابات مجالس المحافظات، التي ستجرى في الثامن عشر من شهر كانون الأول الجاري، في عيون الناخبات، لها أثر كبير يتمثل في مشاطرة المرأة الرجل بعملية صناعة القرار، والإسهام في الإشراف والمراقبة لكل المشاريع والأعمال اليومية التي توليها الدولة أهمية كبيرة، من أجل خدمة المواطن، بالتزامن مع حكومة خدمات انطلقت منذ اليوم الأول لتكليف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
إن كل ما ذكر يمر من بوابة مهمة في السعي والحث الدؤوب لزيادة مشاركة المرأة في صناعة القرار السياسي والوصول الى المساواة بين الجنسين لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع، أسوة بمجتمعات سبقت العراق على مستويات التجريب في باحة الديمقراطية، وهذا الامر يأتي عبر تطوير التعليم والتدريب، بالإضافة الى توفير الأنسب بالنسبة الى النساء من أجل تأهيلهن الى المناصب الحكومية في مختلف المؤسسات.