الأول مـــن نوعــــه فــــي العــــــراق.. بنك الأسئلة مليــــارات الدنانيـــــر ستعــــود إلى خزائن التربية

علي غني – تصوير: حسين طالب/

لم يسمع العديد من الطلبة والمدرسين في العراق عن (بنك الأسئلة)، وأينما تأتي كلمة (بنك)، يذهب خيال الجميع إلى (المكان الذين تصرف منه الرواتب والسلف). لكن كلمة (بنك) عند أهل التربية تعني عصارة الأسئلة والذكاء العراقي، الذي سيكون مستقبلاً قبلة الطلبة والتلاميذ والمدرسين، وعند اكتماله ستكون هناك ثورة جديدة في عالم التربية في العراق، ولاسيما في مجال الامتحانات الوزارية وغير الوزارية. فما هو بنك الأسئلة ؟ ومتى تأسس؟ وكيف سيغير نظام الامتحانات في العراق؟ الذي سيشهد اختفاء العديد من الخطوات الزائدة، ومنها تسلم الطلبة نتائجهم في الامتحانات الوزارية مباشرة من داخل قاعة الامتحان، أمر مدهش، دقوا على الخشب!
بداية الفكرة
كنت أبحث -منذ زمن بعيد- عن شخص يدلني على مصير (بنك الاسئلة)، الذي ولد كفكرة في فترة التسعينيات، لكن بعد التغيير اختفى الاسم، ثم مالبث أن عاد عام 2013 بفضل الخبير التربوي (الدكتور ليث)، كما أخبرنا بذلك الأستاذ (حيدر جندي)، مدير التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني في وزارة التربية، حين سألناه: ما مشروع (بنك الاسئلة)؟ فأجابنا بدقة تدل على معرفة موسعة به: “هذا المشروع الستراتيجي للتعليم في العراق يتكون من مراحل عديدة، نحن الآن في المرحلة الأولى، وهدفنا الوصول إلى المرحلة الأخيرة (الامتحانات الوزارية )، وعندما يكتمل المشروع سيشهد العراق مرحلة جديدة من الامتحانات الوزارية وغير الوزارية يمكن فيها الاستغناء عن المصححين والدفاتر الامتحانية، واختصار العديد من الخطوات المكلفة.”
المراحل الوزارية
نعود إلى الأستاذ (عباس كريم الطائي)، مدير التلفاز التربوي في وزارة التربية، الذي وعدنا بأن يزيدنا معرفة عن بنك الأسئلة ، فلبينا دعوته وزرناه في مكتبه، والحق يقال إن الرجل استقبلنا وترك لنا حرية طرح الاسئلة ، فسألناه: “لنعد إلى بدايات عملكم في (البنك)” فأجابنا من دون تردد: “تسلمنا مشروع (بنك الأسئلة) في بداية عام (2022) بناء على توصيات ورشة عمل عقدت من قبل هيأة المستشارين في مكتب رئيس مجلس الوزراء للتربية والتعليم، للعمل على تنفيذ مشروع بنك الاسئلة، ضمن ملف التعليم الإلكتروني (ملف التعليم عن بعد)، إذ وافقت اللجان العلمية الوزارية على تنفيذه بعد التصويت عليه داخل منصة نيوتن، ولكن بالمستوى الأول.”
أردنا أن نعرف اكثر، بالضبط ماذا يعني (بنك الاسئلة)؟ فأجابنا أن “هذا (البنك) يحتوي على أسئلة اختيارات، وضعت من قبل اللجان العلمية العاملة في التلفاز التربوي، كل بحسب اختصاصه، ومن المناهج المقررة للمديرية العامة للمناهج في وزارة التربية.”
وكيف سيطلع عليها الطالب ليتعرف عليها؟ أجاب: “إن الدخول الى ( البنك ) يكون بوساطة ( إيميل) خاص بالطالب، عند ذلك تظهر مجموعة من الأسئلة الخاصة بمرحلة الطالب، وعندما يجيب عليها تظهر النتيجة مباشرة أمامه، ولابد أن نشير إلى ان البنك أضيف إلى منصة نيوتن التابعة للوزارة.”
وفي سؤالنا هل أن البنك يشمل كل المراحل الدراسية، أجاب: “في العام الماضي عملت اللجان العلمية على تهيئة المراحل المنتهية فقط (السادس الابتدائي، الثالث المتوسط، السادس الإعدادي) ، وفي هذا العام بدأنا بالمراحل غير المنتهية.”
وعن سؤال من يضع الأسئلة، أجابنا الأستاذ عباس: “توضع من قبل لجان متخصصة لها خبرة كبيرة في مجال عملها من النواحي كافة.”
يوفر مليارات الدنانير!
فرغنا من الأستاذ عباس الطائي، مدير التلفاز التربوي في وزارة التربية، لنعود مرة اخرى إلى الأستاذ حيدر جندي، مدير التعليمين الإلكتروني وعن بعد، في وزارة التربية، الذي زودنا بمعلومات غاية في الأهمية قائلاً إن “مخططنا يوضح أن الامتحانات الوزارية في عام (2025) ستكون إلكترونية، (ما يعني بأننا سوف نستغني عن الدفتر والقلم والمصحح واللجان، وغيرها).”
وهل درستم الموضوع من جميع الجوانب؟ ( والسؤال موجه إلى الأستاذ حيدر)، الذي أجاب: “حتى وسائل الغش التي قد تحدث بهذه الطريقة درسناها، بل سأذهب بعيداً لأقول إننا قد وفرنا جميع البنى التحتية للامتحانات من الربط (سيرفرات) ذات خصائص أمنية متطورة، وهذا سيكون من الخطوات التي تطمح الوزارة إليها ضمن المنهاج الوزاري، بل وجميع الاختبارات للمراحل المنتهية سوف تعتمد على بنك الأسئلة وتكون إلكترونية.”
يضيف الأستاذ حيدر جندي أن “مليارات الدنانير ستعود إلى خزينة وزارة التربية، التي تتحملها من جراء التصحيح وتشكيل اللجان، وأمور عديدة كانت تكلف الوزارة كثيراً ، إذ أن أعداد الطلبة تتزايد في كل عام نتيجة الانفجار السكاني في العراق.”
واشار: “ركزنا على أن تكون الاسئلة داخل (البنك) من الكتاب المقرر، وتشمل مستويات متعددة، بعضها يمكن أن تشجع العصف الذهني لدى الطلبة لتسهم في تطوير المستوى العلمي للمدرسة العراقية.”